كيف أتصرف إذا لم تعجبني خطيبتي في النظرة الشرعية؟

0 199

السؤال

السلام عليكم.
جزيتم خيرا على موقعكم الرائع.

أنا شاب عمري 25 عاما، ملتزم -والحمد لله-، وأخطب الجمعة أحيانا، خطبت فتاة من أسرة طيبة منذ ما يقارب الشهرين، لم أر الفتاة إلا من خلال الصور، وقد أعجبني مظهرها حينها، وقد رشحتها لي أختي، وما دعاني لخطبتها ما سمعته عن التزامها وحسن أخلاقها، وبعد الخطبة تحدثت إليها عن طريق الواتساب ووجدت عندها الكثير من الجهل بالالتزام كحرمة المصافحة، والغناء وغيره، ولكني وجدتها محبة للدين والتدين، تغاضيت عن ذلك، رجاء أن تتعلم مستقبلا خصوصا أنها سهلة ولينة.

ما يؤرقني الآن أني وقبل أيام أطلعت على صور لها حديثة أرسلتها لي أختي، فوجدتها مختلفة تماما عن الصور التي رأيتها أولا، ولم أرتح لمظهرها، وأنا أعلم أن الصور في الغالب لا تعطي المظهر الحقيقي، لذلك قررت الذهاب لرؤيتها نظرة شرعية.

وسؤالي هو: كيف لي أن أتصرف إذا لم يعجبني مظهرها؟ خصوصا أن الأمر أصبح كالمحسوم بالنسبة لها ولأهلها وكذلك أهلي، وأيضا وصل الحديث بيني وبينها على ترتيبات الزواج، فالرجوع أمر محرج وصعب بالنسبة لي، خصوصا أنه يبدو أنها تعلقت بي نوعا ما، وتبينت ذلك من خلال حالتها وصور حسابها على الواتس.

لا أعلم إن كنت سأمتلك شجاعة كافية لاتخاذ هكذا قرار، وأخاف إن أخذتها مجاملة أن أظلمها وأظلم نفسي مستقبلا، ولا يكون ذلك أغض لبصري، أنا مغتم حقيقة بهذا الأمر، إلى درجة فقدان الشهية للطعام.

أفيدوني، وأدعو لي مشكورين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Tayseer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يطيل في طاعته لنا ولكم الآجال وأن يحقق الآمال.

نتمنى أن تتخلص من المشاعر والانطباعات السالبة قبل الذهاب لمنزل المخطوبة حتى لا تؤثر على رأيك، والأمر كما ذكرت أن الصورة لا تعطي الحقيقة، وجمال الأخلاق والروح هو الذي يدوم، أما جمال الشكل فعمره محدود.

ولست أدري لماذا تأخرت في مسألة النظرة الشرعية، واعلم أن التلاقي بالأرواح، وهي جنود مجنده ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وثق بأنك لن تجد امرأة بلا عيوب، كما أنك لست خال من العيوب، ولكن طوبى لمن انغمرت سيئاته في بحور حسناته، وقد وجهنا نبينا صلى الله عليه وسلم فقال: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر).

وأرجو أن تقدر موقف الفتاة ومشاعر أهلها وأهلك، واعلم أن الواحد منا لا يرضى مثل هذا الموقف لبنته أو أخته، فكيف نرضاه لبنات الناس، ومن هنا فنحن ندعوك إلى أن تتعوذ بالله من شيطان لا يريد لنا العفاف والزواج، ولا يريد الزواج فلنعامل عدونا بنقيض قصده، واعلم أن الأمر كما قال ابن مسعود رضي الله عنه : "ان الحب من الرحمن وإن البغض من الشيطان يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم "، ألا ترى كيف قبلتها في البداية، ثم ها هو يبغضها إلى نفسك؟

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلم بأن جهلها ببعض أمور الدين لا يضرها طالما توفر عندها الاستعداد للتقدم والالتزام، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يجمع بينكم على الخير.

سعدنا بتواصلك، وبإشراكنا في قرارك، ونسأل الله أن يكتب لكما التوفيق والاستقرار.

مواد ذات صلة

الاستشارات