السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 24 سنة، ذهبت إلى بلد غريب للدراسة، وتعاطيت المخدرات، فدخلت في حالة من السرحان، وفهم الناس بشكل خاطئ، حتى كرهت حياتي وفكرت بأفكار غريبة، فقررت أن أرجع إلى أهلي، ورجعت لكن في نفس الحالة لا أثق في أي أحد.
أخذوني إلى طبيب نفسي، فوصف لي دواء زيبركسا، وأفادني كثيرا، ورجعت إلى الرغبة في الاستيقاظ باكرا، وممارسة حياتي، رجعت إلى تلك البلد مجددا، وأكملت دراستي، ولكن كانت تحصل لي انتكاسات لم أكن أعلم أنني ما زلت في تلك الحالة، فأشعر بعدم الرغبة في الكلام مع الآخرين، ويصبح عقلي بطيئا، ولا أستمتع بأي شيء حتى التخاطب مع أهلي وأصدقائي يكون من غير نفس.
لا أريد أن يؤثر علي هذا الأمر، فذهبت إلى صيدلية، وأخذت لسترال 50 بدون استشارة طبيب من الانترنت، تعاطيتها بمقدار حبتين في اليوم حبة صباحا، وحبة مساء، في أول 5 أيام كنت سعيدا جدا، ورجعت لي الرغبة في أي شيء، وتفكيري كان سريعا، ولكن بعد ذلك رجعت لحالة الكآبة والرهبة من ممارسة المخاطبة وزيارة أهلي.
أرجو المساعدة، فإني في حالة لا يعلم بها إلا الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Naji حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على التواصل مع استشارات.
أيها الفاضل الكريم: أنت تناولت عقار (زبراكسا Zyprexa)، والذي يعرف علميا باسم (اولانزبين Olanzapine)، وهو من الأدوية المتميزة في علاج الأفكار الظنانية والشكوك، وكان العائد العلاجي إيجابيا، وكان التحسن رائعا كما ذكرت، والآن بعد ما أحسست بما أحسست به تناولت الـ (زولفت Zoloft)، أو يسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline)، ولم تحس بأي نوع من التحسن، وهذا يقودنا إلى تشخيص حالتك، لا بد أن يكون هنالك تأكيد حول التشخيص، فالزبراكسا أفادك؛ لأنه مضاد للذهان، وغالبا أنك كنت تعاني من حالة ذهانية ناتجة من التعاطي، والآن بالرغم من أن أعراضك فيها الجانب الاكتئابي، لكن ليس من الضروري أن يكون الاكتئاب هو المرض الأساسي، ربما يكون لديك بعض الأفكار الظنانية الخفية، وهذه مصحوبة بمزاج اكتئابي، لذا الزولفت لم يفدك.
أنا أنصحك بأن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا، إن كنت في العاصمة (الخرطوم)، فهنالك أطباء متميزون جدا، الأستاذ الدكتور عبد الغني شيخ عبد الغني، طبيب متميز في جامعة الرباط، الدكتور عبد العزيز أحمد عمر، طبيب متميز جدا، وهو في جامعة الخرطوم كلية الطب، وهناك إخوة كثر، أيا من تقابل منهم سوف تستفيد منه.
الذي أؤكده لك أن حالتك سوف تعالج -بإذن الله تعالى- والإنسان يجب أن يعيش على الأمل والرجاء، وأنت صغير في السن، والحمد لله تعالى أدركت الخطأ الجسيم، وهو تعاطي المخدرات، فصححت مسارك، وخير الخطائين التوابون، فعليك أن تسعى، وعليك أن تكون إيجابيا، وعليك أن تضع لنفسك خططا مستقبلية تدير من خلالها حياتك، وذلك بجانب تناول الدواء المناسب، والذي سوف يحدده لك الطبيب المعالج.
الرياضة تحفز الطاقات النفسية والجسدية الإيجابية، فأرجو أن تحرص عليها، والتواصل الاجتماعي، والحمد لله تعالى السودان فيه خير كثير في هذا السياق، فاحرص على التواصل الاجتماعي، وقم بواجباتك كاملة، وهذا يعود عليك بنفع نفسي كبير -إن شاء الله تعالى-.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.