السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا امرأة متزوجة منذ 4 أشهر، أعيش حياة طيبة مع زوجي والحمد لله، أمر واحد يؤرقني، وهو أن زوجي لا يغض بصره، فأي امرأة مرت أمامه سواء كانت متبرجة أم متحجبة ينظر إليها نظرات غير سليمة، دون مراعاة لشعوري، وعندها أنا أشعر بإهانة وضيق شديد.
واجهته بالأمر، فاعترف لي أنه منذ أول لقاء بيننا وهو يحاول التخلص من هذه العادة ولم يستطع بعد.
مرت بعد ذلك الأيام والوضع لم يتغير، حاولت الصبر ودعوت له كثيرا خلال شهر رمضان المنصرم، وفي أحد الأيام نفد صبري، وأخبرته أنني تعبت، وأنني أشعر بإهانة لا توصف، طلب مني المسامحة، وقال لي إن الأمر لن يتكرر، لكن لم يتغير شيء! أنا أحب زوجي كثيرا، وأخاف أن أكرهه بسبب هذه العادة.
لا أخفيكم عندما نكون معا في الطريق ويحدث ذلك، أتمنى لو أن الأرض تنشق وتبتلعني وأن أبتعد عنه.
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع! ونسأله جل وعلا أن يصلح لك زوجك، وأن يغفر له، وأن يتوب عليه، وأن يعينه على غض بصره وتحصين فرجه.
بخصوص ما ورد برسالتك، فإنه لمن المؤسف حقا أن يكون الإنسان في نعمة وعافية وسعادة واستقرار، ويبحث عن الهم والكدر والشقاء، ويسبب التعاسة لنفسه ولغيره، وهذا مع الأسف الشديد كثير في دنيا الناس، فكم من أناس لديهم الزوجة الطيبة الحلال، ثم يصرون على مواصلة المعاصي والإجرام، والاعتداء على الأعراض، وهتك الحرمات والعياذ بالله! وأمثال زوجك كثير في واقع الناس، ويرجع ذلك إلى سوء التربية الإيمانية، وضعف الديانة، وقلة الحياة من الله، وانعدام التقوى، وعدم التربية على احترام مشاعر الآخرين.
تصرف زوجك هذا ذنب قديم نشأ عليه منذ صغره، ويحتاج فعلا إلى نفس طويل وصبر جميل حتى يتم التخلص منه، لذلك عليك بتذكيره دائما كلما لاحظت عليه ذلك، وخوفيه بالله القادر على أن يسلب منه بصره في لحظة من لحظات المعصية، وأثيري فيه الغيرة، وقولي له: هل ترضى أن ينظر أحد إلي هذه النظرة؟
لماذا تنظر أنت إلى غيري؟! وذكريه أن الحياة قصاص، وأنه كما أنه لا يكف بصره عن الحرام فقد يسلط الله على عرضه من يفعل هذا وزيادة والعياذ بالله، ذكريه بأن غض البصر من الإيمان، وأنه بذلك مخالف لشرع الله الذي قال في كتابه: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم) [النور:30]، وأن النظر بريد الزنا، وأن الإنسان إذا أطلق العنان لعينه لا يأمن على نفسه الوقوع في الفاحشة والعياذ بالله، وأن العين تزني، إلى غير ذلك من النصوص التي تحرم النظر، وأوصيك بالتذرع بالصبر، ومزيد من التحمل؛ لأن الأمر قد يستقر بعض الوقت.
لا ما نع أن تمتنعي من الخروج معه بحجة أنه لا يحترم مشاعرك، وأنك لا تريدين مشاكل أو خلافات، وأن الأفضل ألا تخرجي معه إلا إذا ترك هذه العادة الذميمة، لعل وعسى أن يؤثر ذلك فيه، مع ضرورة استعمال أهم سلاح وهو الدعاء، وثقي وتأكدي أن دعواتك في رمضان لم تذهب سدى، وإنما المسألة مسألة وقت، فلا تتعجلي النتيجة، وابشري بخير قريب.
وبالله التوفيق.