لماذا تطول فترة العلاج بالأدوية النفسية؟

0 221

السؤال

السلام عليكم
أيها الطيبون وفقكم الله لفعل الخير، وجزاكم خيرا كثيرا، ونفع بكم أمة الإسلام.

لماذا تطول فترة العلاج بالأدوية النفسية؟ ولماذا دائما الناس يتخوفون منها ومن آثارها الخطيرة على صحة الإنسان وتعوده عليها كما يزعمون؟ وما هي البدائل من أعشاب وغيرها إن وجدت؟

علما أني مع فكرة الذهاب للطبيب النفسي بشدة، وأرجو أن تنتشر هذه الثقافة كثيرا في بلداننا العربية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المتوكل بالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك أيها الطيب المتوكل بالله، ونسأل الله أن يساعدنا لنشر ثقافة الأمراض النفسية ووعي وإدراك الناس بها والعلاج منها حتى يستفيد الجميع، حيث إن هناك أشياء خطأ عالقة في أذهان الناس، لعلها معلومات خاطئة ترسبت وصارت تتداول بين الناس.

أولا: المشكلة ليست في الأدوية النفسية، هناك بعض الاضطرابات النفسية تأخذ منحى وبعدا مزمنا، أي لا يتم الشفاء منها شفاء تاما، ولكن يمكن السيطرة على الأعراض بصورة جيدة وطيبة، وتجعل الشخص يعيش حياة طبيعية ومتوازنة، مثلها مثل بعض الأمراض العضوية كالسكري وضغط الدم واضطرابات الغدد، فهي كلها أمراض مزمنة، يتطلب العلاج منها فترة طويلة للسيطرة على الأعراض.

فإذا المشكلة ليست في الأدوية النفسية، ولكن في طبيعة بعض الاضطرابات النفسية، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: الأدوية النفسية ليست كلها صنف واحد، هناك عدة أنواع للأدوية النفسية، وبعض الأدوية النفسية القليل منها هو الذي قد يسبب الإدمان، وهو ما يعرف بالأدوية المهدئة والمنومة، وعادة لا تستعمل إلا في نطاق ضيق جدا من قبل أطباء النفس، ولكن بقية الأدوية النفسية مثل مضادات الذهان، ومضادات الاكتئاب، ومثبتات المزاج، لا تسبب إدمانا مهما طالت فترة استعمالها؛ لذلك يحدث خلط بين الناس، فهذه الأدوية النفسية لا تسبب إدمانا.

أما عن بدائل الأدوية النفسية: نحن طبعا بحكم تدريبنا لا ندري كثيرا عن الأعشاب وفوائدها، ولكن أقول: ليس علاج الأمراض النفسية بالأدوية وحدها، يجب في كثير من الأمراض الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي، والعلاج النفسي يأخذ عدة أشكال:
- هناك علاج سلوكي معرفي.
- هناك علاج تدعيمي.
- علاج اجتماعي، بحيث ننشر الوعي عن المرض للمريض وللأسرة.

فنحن ننظر للمريض بالنسبة للعلاج نظرة كاملة: علاج دوائي، وعلاج نفسي، وعلاج اجتماعي.

أرجو أن تعم هذه الطريقة والبرامج العلاجية هذه في كثير من الدول العربية، وهنا تزيد التوعية، وتفتح وتنتشر الكثير من العيادات النفسية؛ لأنه بزيادة الوعي وانتشار الخدمات النفسية سوف يرى الناس أثرها في الواقع، وبذلك تقل هذه المعتقدات الخاطئة عن الأدوية النفسية والأمراض النفسية، وإن شاء الله تعالى تعمل معنا - وآخرون - على نشر الثقافة الصحية النفسية السليمة عن الأمراض النفسية.

وشكرا على ثنائك وكلماتك الطيبة.

مواد ذات صلة

الاستشارات