رغم كثرة الخاطبين إلا أنني لم أتزوج فهل للعين علاقة بذلك؟

0 223

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر (30) عاما، تقدم لخطبتي الكثير من الرجال، ودائما تنتهي الخطبة بمأساة وحزن وتكون حالتي النفسية سيئة، راودتني الشكوك بإصابتي بأنني مصابة بالعين أو الحسد، بسبب حديث أقاربي وأصحابي عن شكلي ومظهري بإعجاب كبير، فقررت أن أرقي نفسي بالرقية الشرعية، وبالفعل بدأت في الرقية، وبعد فترة أصابني مرض في حنجرتي أجهل أسبابه، ولم يجد الأطباء أي دواء لهذا المرض، لم أترك الرقية الشرعية، وظهرت على جسدي بعض الحبوب الحمراء، وأصبت بالضعف العام في جسدي كله، حتى صرت لا أستطيع الصلاة إلا وأنا جالسة، بعد أسبوع بدأت حالتي تتحسن تدرجيا، ولكن بين فترة وأخرى تعاودني الأعراض.

سؤالي: هل أنا مصابة بالعين أو الحسد؟ وإن كانت الإجابة نعم، كم المدة التي سأحتاجها في قراءة الرقية حتى أتماثل للشفاء-بإذن الله-، وهل يمكن أن تكون الفترة شهر أو أكثر؟ علما أنني قبل البدء في قراءة الرقية كنت أتلو سورة البقرة بشكل يومي منذ عامين، ولم تظهر هذه العلامات.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم دماث حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختي الفاضلة: أسأل الله أن ييسر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يعينك على أمر دينك ودنياك.

أختي الكريمة: الناس في إصابتهم بالعين مختلفين، فقد تسرع إلى قوم فوق إسراعها إلى آخرين، فبعض الناس يكون عرضة للإصابة أكثر من غيره، وقد أكدت ذلك المعنى أسماء بنت عميس لما سألها النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أبناء جعفر، عن جابر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأسماء بنت عميس: (مالي أرى أجسام بني أخي ضارعة أتصيبهم الحاجة، قالت: لا ولكن العين تسرع إليهم أفأرقيهم؟ قال بماذا؟ فعرضت عليه كلاما قال لا بأس به فارقيهم)، وقال ابن عبد البر: وفي هذا الحديث إباحة الرقى للعين، وفي ذلك دليل على أن الرقى مما يستدفع به أنواع من البلاء إذا أذن الله في ذلك وقضي به.

وفيه أيضا دليل على أن العين تسرع إلى قوم فوق إسراعها إلى آخرين، وأنها تؤثر في الإنسان بقضاء الله وقدرته وتضرعه في أشياء كثيرة، قد فهمته العامة والخاصة فأغنى ذلك عن الكلام فيه، وإنما يسترقي من العين إذا لم يعرف العائن، وأما إذا عرف الذي أصابه بعينه فإنه يؤمر بالوضوء، فإن لم يعرف العائن استرقى حينئذ للمعين، فإن الرقى مما يستشفى به من العين وغيرها، وأسعد الناس من ذلك من صحبه اليقين، فقد تكونين ممن تسرع إليهم العين، لكنك -والحمد لله- باليقين تتخلصين من أثر العين، ونسأل الله أن تكوني من أسعد الناس بيقينك.

والعين والإصابة بها حق، والرقية منها أذن فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ورقية الإنسان نفسه أفضل الرقى، وأنفع العلاجات، ولا يستغني عنها إنسان، فقد واظب النبي -صلى الله عليه وسلم- على رقية نفسه، حتى اشتد به الوجع فرقته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، روى البخاري عن عائشة -رضي الله عنها-: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها).

وكان يرقي الحسن والحسين، ويخبر أن إبراهيم -عليه السلام- كان يرقي إسماعيل وإسحاق -عليهما السلام-، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعوذ الحسن والحسين، ويقول: (إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة)، فهؤلاء العظماء كانوا يرقون أنفسهم فكيف بغيرهم ومن هو بجوارهم كتفلة في بحر، فعليك برقية نفسك، وواظبي عليها ولا تيأسي، وكوني على يقين أن لك عند الله قدر جميل، ولكننا كما أخبر النبي -صلى الله عليه- وسلم قوم يستعجلون.

ومدة الشفاء لا يمكن لأحد أن يتنبأ بها، فالإصابة نوع بلاء، وكل بلاء له مدة أقتها الله، فإذا جاء الحين ذهب البلاء وجاءت العافية، والإنسان يستجلب الشفاء بما يحبه الله من كلامه وكلام نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وكوني على يقين أن الله يقدر لعبده الخير ويجيب من سأله، وليكن قلبك ممتلئا من الله مغمورا بذكره، وله من التوجهات والدعوات والأذكار والتعوذات ورد لا يخل به يطابق فيه القلب اللسان، فإن ذلك من أعظم العلاجات.

ويمكن أن تستعيني بمن يرقيك من أهل السنة والجماعة والمشهود لهم بالخبرة وصحة المعتقد.

مواد ذات صلة

الاستشارات