السؤال
السلام عليكم..
رفض زوجي أن أذهب لعرس أختي بالرغم من أنه إسلامي، ولا عقد قرانها، ولم يسمح لي حتى بتجهيزها، أو أن أهنئها على منزلها، وعذره في ذلك لأنه مسافر، وأن زوجها موجود، كما أنه ينظر للموضوع بأنه تافه، والأدهى من ذلك أنه حلف علي بالطلاق بأن لا أذهب لبيت أهلي، وبذلك أصبحت علاقتي مع أهلي فقط عبر الهاتف، ولا يسمح لي بالخروج إلا في الضرورة القصوى، كأن أذهب للطبيب، أو أذهب لكي أسحب مبلغا ماليا لأنه مسافر.
لقد سئمت بقائي وحدي في البيت مع ابنتي فقط، فابنتي عمرها سنتان، وتود أن تخرج للعب مع أقرانها، وأن تجري وتمرح، وأنا أشعر وكأني في سجن، وأتمنى أن أزور أهلي وأن أصل رحمي.
صحيح أنه لا يقصر معنا عندما يرجع من السفر، ويخرجنا للتنزه، فهو يعمل شهرا، ويأخذ إجازة شهرا آخر، ولكن حتى في إجازته فإنه لا يسمح بأن أزور أهلي، فهل له الحق في ذلك؟ وهل أكون بذلك قاطعة لرحمي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم يوسف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والرغبة في صلة الأرحام، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يقر عينك بموافقة زوجك على الذهاب لزيارة أهلك الكرام.
لست أدري هل لزوجك سبب للرفض، أم هو رافض لمجرد الرفض؟ وهل أهلك متفهمون لوضعك ومقدرون لظرفك؟ وما هي وجهة نظره في الموضوع؟ وهل هو واصل لرحمه؟
نحن ننصحك بتكرار المحاولات معه، ونسأل الله أن يعينك على إقناعه، واحرصي على تذكيره بالله الذي أمر بصلة الأرحام، واختاري الأوقات المناسبة، والألفاظ الجميلة، وذكريه بإيجابياته، وانقلي له ثناء أهلك عليه، وأزيلي المخاوف من أمام عيني زوجك، ورحم الله زوجا أعان زوجته على بر أهلها وصلة رحمها.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بعدم الخروج إلا بإذنه، واعلمي أن طاعته مقدمة، وأهلك سوف يلتمسون لك الأعذار، فتوجهي للغفار، واصدقي في نيتك، واعلمي أن الله سيجازيك عليها، ونيتك خير لك، واهتمي بزوجك، واقتربي منه، واتقي الله واصبري، واعلمي أن الكون ملك لله، ولن يحدث فيه إلا ما أراده الله.
ونتمنى أن تستفيدي من الفراق، وتراعي طفلتك، واحرصي على تعليمها القرآن، وأشغلي نفسك بالخير قبل أن يشغلك عدونا الشيطان بالشر والوساوس.
ونسأل الله أن يحفظكم ويسدد خطاكم.