السؤال
السلام عليكم
بما أن الرياضة مفيدة جدا، وتحسن من حالة ممن يعانون من القلق والاكتئاب والأمراض النفسية والجسمية خاصة، فقد قمت بالجري على أجهزة الجري حوالي نصف ساعة، ولكن بعد نزولي من جهاز الجري زادت أعراض الدوخة وعدم الاتزان، فهل جهاز الجري مفيد بالنسبة لي ولغيري؟
وهل من الممكن شراء جهاز خاص بي في المنزل لأداوم عليه بالجري؟ وهل هذا سيقيدني كثيرا من الناحية النفسية والجسمية، ويخلصني من التوتر والاكتئاب وتعكر المزاج والشعور بالانشغال الكاذب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على هذا السؤال عن علاقة الرياضة والجري بالقلق والتوتر؛ لأنك إذا كنت تتابع الإجابات المختلفة للاستشارات فتكاد لا تخلو أي استشارة من نصيحة بممارسة رياضة المشي؛ لأنها تقلل من التوتر، وقد أجريت بعض الدراسات الحديثة واتضح أن التمارين الرياضية بالفعل تؤدي إلى زيادة مادة الدوبامين في مخ الإنسان، وهي التي تحسن المزاج وتقضي على التوتر والقلق.
إذا الثابت ومن الأرجح أن ممارسة الرياضة بانتظام - خاصة رياضة المشي - تساعد على الاسترخاء والتقليل من التوتر، أو ممارسة تمارين رياضية في المنزل، والمشي كاف للاسترخاء.
أما الجري والعدو والركض فهو قد يزيد من حرق السعرات الحرارية، وقد يكون مفيدا للذين يحاولون تقليل وزنهم، مثله مثل ألعاب الحديد وكمال الأجسام.
لذلك فالمعني بالرياضة التي تؤدي إلى الاسترخاء هو المشي وليس الجري، الجري قد يكون مفيدا للجسم ولحرق السعرات الحرارية، ولكنه غير مربوط بالاسترخاء، بل إن الجري قد يؤدي إلى زيادة في سرعة ضربات القلب، وهذا بدوره يؤدي إلى نوع من القلق والتوتر، وهذا ما حصل لك.
لا أنصحك بشراء جهاز للجري، تحتاج للمشي - يا أخ مصطفى - امش يوميا لمدة نصف ساعة، وإن كان لا بد فليتخللها إسراعا في المشي وليس جريا، الجري غير مطلوب للاسترخاء، أما إذا كنت لا تستطيع لسبب ما المشي خارج المنزل، فيمكنك أداء تمارين رياضية فقط داخل المنزل، مثل تمارين الجمباز، فهي تؤدي إلى الاسترخاء، ولا تحتاج لشراء جهاز للجري.
وفقك الله وسدد خطاك.