كيف أربي الأطفال تربية صالحة وأزرع الثقة فيهم؟

0 273

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة بعمر (18) عاما، أحب الأطفال، وأحب الأنشطة واستثمار المواهب، ودائما ما أقوم بعمل حلقات قرآن، أو دورات تطويرية ونشاطات، وألعاب حركية في بيتنا لإخوتي الصغار وأطفال الجيران، وأعمارهم متفاوتة ما بين (7) إلى (12) عاما -بنات وأولاد-، وعددهم عشرة أطفال.

مشكلة الأولاد هي أنهم عنيفون وكثيرو الجدل، ولا يسامحون من يخطئ بحقهم، وأريد أن أزرع فيهم صفة التسامح والمودة، ولكن لا أعرف كيف! وأحب مواضيع التربية بشكل عام، لكن لا أجد مواقع أقرأ فيها، فأرجو أن تفيدوني، خصوصا أنني أقرب لإخوتي الصغار من والدي، وأنا الآن تخرجت، وأنتظر قبولي في الجامعة؛ لكوني غير سعودية، فأريد أن أربيهم تربية صحيحة، فمثلا: أحاول دائما أن أحفزهم بنقاط لمن يحافظ على الصلاة، أو يتأدب أمام الوالدين، أو يذاكر دروسه ...إلخ، ثم أصطحبهم نهاية الشهر إلى محل ألعاب؛ لشراء هدايا، وهكذا، ولكني لا أجد منهم تحسنا، وربما الخطأ بي ولكني لا أعرفه، بماذا تنصحونني لتحسين سلوكهم؟

أيضا ابنة جارتنا بالصف الرابع الابتدائي، ذكية، ومجتهدة -ما شاء الله تبارك الله- ولديها صوت جميل في الإنشاد، ولكن شخصيتها خجولة جدا، ولا تثق أبدا بنفسها، وتقول بأن شكلها ليس جميلا، مترددة، وسريعة البكاء، وأنا اكتشفت هذا الأمر مؤخرا بعد أن أخبرتني والدتها، كما أنها تنقصها الجرأة، مع أنني أحاول دائما أن أقنعها بأنها موهوبة.

بصراحة أنا أحبها جدا؛ فهي مؤدبة -ما شاء الله- والكل يمدحها، كما أنها ليس لديها أخوات، وتعتبرني أختها الكبرى، وتحاول تقليدي في الكثير من الأشياء، وأريد أن أستغل هذا الجانب فيها، ولكن لا أعرف كيف أزرع الثقة في نفسها وأنمي مواهبها؟!

أنا -الحمد لله- لدي موهبة في التأليف، والتصميم بالفوتوشوب، وهي تحاول تقليدي في ذلك، ولكنها تحبط بسرعة إذا ما أخطأت في شيء ما.

أريد توجيهاتكم التي أثق بأنها ستساعدني إن شاء الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نونا حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك -أولا- على التواصل معنا والكتابة إلينا، وثانيا على هذا العمل الرائع الذي تقومين به مع هؤلاء البراعم، جعله الله في ميزان حسناتك، وأعانهم على أن يخرجوا كأولاد وبنات ناجحين في هذه الحياة والآخرة.

تربية الأطفال والتعامل معهم ليس بالأمر السهل -كما تعلمين من تجربتك الخاصة- إلا أنها عمل ممتع، ويشعر الإنسان معه بالغبطة والإنتاج والعطاء...، ومما يمكن أن يعينك على هذه المهمة ثلاثة أمور:

الأول: موجود لديك، وهي الخبرة والرغبة، فأنت -ما شاء الله- مندفعة لهذا العمل، ولهذا تقومين به، وتسأليننا عن المزيد.

الثاني: ربما وجود من تعينك على هذه المهمة، وهي أخت أو صديقة لديها الرغبة في مثل هذا العمل؛ حيث يمكنكما التعاون المشترك، وتبادل الأدوار، والتخفيف من معاناتكما، فاحرصي على البحث عن مثل هذه المساعدة، وستعينك كثيرا.

والأمر الثالث: بعض المراجع والمواد المفيدة، بالإضافة للمراجع والمواد والألعاب المتوفرة لديك، ويمكن أن أنصحك بالإضافة لهذا ببعض الكتب التي كتبتها، وهي متوفرة عندكم في السعودية في مكتبة جرير، ومنها الكتب التالية:
- هوية الطفل (وفيه تدريبات كثيرة).
- الذكاء العاطفي والصحة العاطفية (وهو يساعدك على تعديل سلوك هؤلاء الأطفال).
- أولادنا من الطفولة إلى الشباب (يساعدك على الفهم الأفضل للطفولة وخصائصها، وعلى التعامل معهم).
- دليل تدريب الآباء في تربية الأبناء (يعطيك الأدوات البسيطة لتعزيز السلوك الإيجابي وزيادته، وإنقاص السلوك السلبي).
- المدخل الميسر إلى علم النفس (فأنا على قناعة أن على كل إنسان يتعامل مع الأطفال أن يكون عنده الحد الأدنى من المعرفة النفسية).

وبالنسبة للشق الثاني من سؤالك حول هذه الطفلة المتعلقة بك، فمن الطرق الجيدة في بناء ثقتها في نفسها أن تعامليها وكأنها أكثر فتاة ثقة في نفسها في هذا العالم، ولا تعامليها على أن لديها ضعف الشخصية؛ لأننا إن عاملنا الإنسان كما هو عليه الآن، فسيبقى كما هو، وإذا عاملناه كما نريده أن يصبح؛ فسيصبح كما نريده!

وفقك الله، ونفع بك، وموفقة مع الدراسة الجامعية، وكنت أحب أن أعرف ماذا ستدرسين في الجامعة، فمن الواضح أنك قد تستمتعين بدراسة علم النفس أو التربية.

مواد ذات صلة

الاستشارات