السؤال
السلام عليكم.
متزوجة منذ 6 سنوات، ولدي طفلان، منذ بداية حياتي اكتشفت عدة أمور أثرت على ثقتي بزوجي، منها:
- تعاطيه الحشيش.
- والتعرف على البنات في مواقع التواصل الاجتماعي.
- وإرسال صوره للبنات عن طريق الواتس.
واجهته بكل شيء، ولكنه لم يتوقف، وإنما أصبح يختبئ ويفعلها في الخفاء، غير أنه لا يهتم بمرضي، ولا بالإنفاق علي، وتجاهلت هذا الأمر لأني موظفة.
علاقتنا الخاصة سيئة جدا، فهي تحدث مرة في الشهر، ولا تشبع رغباتي، فهو لا يهتم بنظافته، ولا بصحته، ولا يحاول تخفيف وزنه، علما بأنه مصاب بمرض السكري، ولا يصلي، ولا يحضر حتى صلاة الجمعة، كسول جدا جدا جدا، حاولت كثيرا أن أبدأ معه من جديد، وفي كل مرة أنوي ذلك، وأجد ما يصدمني، وأزداد كرها له، ومع هذا لم أدخل أحدا بيننا، وحتى عند محاولة التكلم معه يرد بطريقة جارحة لمجرد الدفاع عن نفسه.
مللت حياتي معه، ولا أستطيع أن أسميه شريك حياتي أو زوجي أو حبيبي؛ لعدم تقبلي له، كما أبعدت فكرة الطلاق عني من أجل أولادي، وقررت محاولة الإصلاح، فأرجو مساعدتي.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فردا على استشارتك أقول:
- إن مما لا شك فيه أن تعاطي الحشيش أمر في غاية الخطورة، وقد يكون له ما بعده، والذي يظهر أنكم لم تتحروا في السؤال عن الزوج ودينه وأخلاقه قبل الارتباط، كي تكونوا على بينة من أمركم، أما وقد ارتبطتم ثم اكتشفت إدمانه ولك منه طفلان؛ فأسأل الله أن يتوب عليه من هذه المعصية، وأن يصلح حاله، وأن يستقر زواجكما، وأن تعيشا حياة طيبة مطمئنة.
- ظهر لي أنك إلى الآن ما زلت ساترة على زوجك ولم تخبري أحدا، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على رجاحة عقلك، وصبرك الكبير، ومحاولة إصلاح زوجك بنفسك، إذ أن كشف الستر الذي أسبله الله على زوجك لا يجوز أن يكشف إلا عندما تتعطل سبل الإصلاح، ولا يوجد لها حل إلا بتدخل الأهل، وهذه قاعدة عامة، يقول نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم-: (ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة).
- ومن أعظم الأسباب التي أوقعت زوجك بما هو فيه: ضعف إيمانه، وضعف مراقبته لله، والسبيل إلى تقوية إيمانه تكمن في الطاعات والعبادات، فاعملي بالأسباب التي تقوي إيمانه.
- ذكريه بالله تعالى، وأنه يجب عليه أن يصلي، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وذكريه بالموت، وأنه يمكن أن يأتيه في أي لحظة، ويخشى أن يموت وهو مقيم على المعصية، وقاطع للصلاة، ومن مات على شيء بعث عليه.
- كلفي الصالحين من أهلك وأهله بزيارته، وخاصة من يحترمهم ويصغي لهم، واطلبي منهم نصحه بموضوع الصلاة فقط، ولا تذكري لهم ما يفعله، واطلبي منهم ألا يشعروه بأنك من أخبرهم، حتى لا تكون النتيجة عكسية، وحبذا لو كانت الزيارة قرب المغرب أو قرب العشاء كي يأخذوه معهم إلى المسجد، وتكون الزيارة بالتناوب وليس دفعة واحدة.
- اطلبي من زميلاتك ممن لهن أزواج صالحين بزيارتكم في البيت، وعقد صداقة معه، وتبادلوا الزيارات ليصل الأمر إلى نصحه في الصلاة فلعل الله أن يهديه والمرء على دين خليله.
- حاولوا أن تغيروا من رفقته الفاسدة؛ فهم السم الزعاف، وسبب وقوعه في هذه المعصية، والصاحب ساحب كما يقال.
- تعاملي معه برفق فهو مريض، والمريض يحتاج إلى الرفق واللين والحكمة والرحمة، وما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه.
- تقربي منه أكثر، وتجملي له، وإن كنت تجدين في ذلك شيئا من المشقة في الوقت الحالي، وحاولي أن تبذلي له ما يتسوله من البنات بالحرام.
- ذكريه بالحكمة القائلة: الجزاء من جنس العمل، وخوفيه بأنه قد يبتلى في أقرب النساء إليه من محارمه.
- اصبري عليه، وتحملي كلماته الجارحة، فهو يتصرف تحت تأثير الحشيش -عياذا بالله-، واعلمي أن الصبر عاقبته حميدة، وأن بعض الناس يمرون بمثل هذه المراحل، ثم يعودون، ويصلح الله شأنهم، ويصبحون من عباد الله الصالحين.
- إياك أن تشغلك حالته عن الاعتناء بمظهرك، ومظهر أبنائك، ونظافة بيتك، بل رغبي زوجك في أن يكون نظيفا، وأعينيه على ذلك تؤجرين، فإني أخشى أن تكون وظيفتك وبيتك قد شغلاك عن زوجك ما ألجأه للبحث عن البنات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
- توددي له ابتغاء رضوان الله وإن كنت كارهة لذلك، وبيني له محبتك وغيرتك عليه، وخوفك على سمعته.
- شجعيه على التدرج في ترك الحشيش، وفي حال رأيت أي تحسن امدحيه بالكلمات التي تجعله يتحسن أكثر.
- إن كان يخاف أن يعلم أهله بحاله فهدديه بإبلاغهم بما يفعله.
- تضرعي إلى ربك بالدعاء وأنت ساجدة وفي أوقات الإجابة أن يصلح شأن زوجك، ولا تيأسي من روح الله.
- إن عملت بكل ما مضى، ورأيت أن حاله تزداد سوءا؛ فلا بأس أن تخبري من ترين أنه سيكون سببا ومعينا في إصلاحه، واحرصي أنت ومن ستخبرينه على عدم انتشار ذلك حتى لا يفضح.
- سيبارك الله لك في مالك وأولادك كونك تنفقين عليهم وعلى نفسك، وأوصيك بملازمة الأذكار وتلاوة القرآن؛ فذلك من أسباب طمأنينة القلب.
- أكثري من الاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهما من أسباب تفريج الكروب والهموم، يقول عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله من كل هم فرجا ومن كل ضيقا مخرجا)، وقال للذي قال له أجعل لك صلاتي كلها قال له: (إذا تكف همك).
- لقد أحسنت في اختيار طريق إصلاح زوجك وأعرضت عن الطلاق، فهذا هو عين العقل، وغاية الحكمة، فالطلاق عواقبه وخيمة وخاصة على الأولاد.
أسأل الله أن يصلح زوجك، وأن يهديه ويعيده إلى رشده، ويسعدك وأولادك معه إنه سميع مجيب.