السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي هي أنني عندما أذهب إلى الجامعة، أو أخرج من المنزل، أشعر بتعب شديد، وأحس بأنني منهكة، مع أنني لا أبذل مجهودا كبيرا، لكن التعب يبدو واضحا علي، بحيث تتعب عيناي بشكل ملحوظ، وأحس بأنني أريد أن أنام، ولا أنتبه مع المحاضرين، مع أن زميلاتي يبذلن نفس المجهود، ولكنني لم أر إلى الآن أحدا يعاني مثلي.
أحس بأنني لا أقوى على فعل شيء، لكن عندما أكون في المنزل، وحتى لو بذلت جهدا أعلى مما أبذله في الجامعة، لا أشعر بالتعب الذي يصيبني عندما أخرج من المنزل، أحس بأن رأسي سينفجر، مع العلم أنني أعاني من الالتهاب في الجزء الأيمن من الدرقية، وكنت أعاني من نقص فيتامين دال، وأخذت له المكملات، وأتناول مكملات b12.
صحيح أنني تحسنت نوعا ما -والحمد لله-، وأنا أنهيت كل ما وصف لي، وبقي لي أسبوعان تقريبا لإعادة التحاليل، لكن التعب يرافقني عند الخروج من المنزل.
هل لذلك علاقة بالحالة النفسية؟ لأن نفسيتي تتعب عندما أرى كيف يستطيع من حولي التركيز والعمل، ويؤدون أنشطتهم أيضا -ما شاء الله-، أنا لا أحسدهم، لكنني مستغربة من الحالة التي وصلت لها، حتى عبادتي لم تعد كالسابق، لا أعلم ما هي مشكلتي؟ لكنني أتمنى أن يكتب ربي لي الخير في إجابتكم، وأستفيد منها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلسبيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
افتقاد الدافعية والطاقات النفسية والجسدية في أماكن معينة أو أزمنة معينة أو في بيئة معينة أمر معروف، وهذا نشاهده لدى الإنسان الحساس الذي يصعب عليه التواؤم مع ظرف معين، كما أن الخروج والابتعاد من أمان البيت قد يؤدي إلى عدم الارتياح الجسدي أو النفسي، حين يكون الإنسان خارج البيت، وهذا نشاهده لدى الأشخاص الذين لديهم درجة من القلق أو الخوف الاجتماعي.
نعم لا يوجد خوف بمعناه الظاهر، لا يوجد توجس، لا يوجد تسارع في ضربات القلب، كما هو الحال، حين يكون القلق صريحا وواضحا، لكن مجرد عدم الشعور بالارتياح، مجرد افتقاد الطاقات خارج المنزل أعتبره درجة بسيطة من درجات الخوف الاجتماعي.
والعلاج - أيتها الفاضلة الكريمة – هو:
• أن تنامي مبكرا ليلا لتجددي طاقاتك في الصباح.
• أن تمارسي بعض التمارين الرياضية والاسترخائية.
• أن تحفزي نفسك وأنت ذاهبة إلى الجامعة، تشعري بأهمية العلم، أسقطي على نفسك أفكارا إيجابية بأنك سوف تقابلين زميلاتك، وأنك يجب أن تسعدي بذلك، وهكذا.
إذا هذه الإسقاطات الإيجابية على النفس تحفزها، وحين تتحفز النفس يتحفز الجسد، هذا أمر لا شك فيه.
صحتك الجسدية - الحمد لله - بخير، فلا تهتمي كثيرا للموضوع، وعالجيه على الأسس التي ذكرتها لك.
العبادة يجب أن تقدمي عليها بكل انشراح، بكل قوة، ولا تجعلي للشيطان سلطانا عليك أبدا، هذا أمر لا مساومة فيه، وقطعا وأنت في هذه الحالة من التكاسل إذا دفعت نفسك وكنت أكثر حرصا على عبادتك سوف يأتيك تحفيزا داخليا يشجعك للمزيد من الالتزام.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.