السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مشكلة زوجتي أنها تعبت نفسيا من تكرار وإطالة أهلي لزيارتهم لنا، مع العلم أننا في مدينة تبعد عنهم بأكثر من 800km، واشتريت منزلا خصيصا لهم وحدهم، وأقوم بواجبي تجاههم ( زيارة، مصروف شهري ...)، وأخي الوحيد خارج الوطن، إضافة إلى مشاكل والدي النفسية مع الوسواس.
المرجو المساعدة في إيجاد حل يمنحنا الأهل من خلاله متسعا من الحرية، فأنا لا أريد أن أخسر أحدا، عقوق الوالدين حرام، وأبغض الحلال عند الله الطلاق، أنا متزوج منذ 8 سنوات، ولي طفلان.
جزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الكريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا شك أن بقاء أهلك في بيتك مدة طويلة يمنعكما أنت وزوجك وأولادك من أن تأخذوا راحتكم وحريتكم، ويسبب لكم الضغوطات النفسية الكبيرة، ولربما هذا ما تعانيه زوجتك، ونحن نقدر هذا، وأنت لم تخبرنا كم هي المدة التي يجلس فيها أهلك عندك وكم بين الزيارة والأخرى؟ وهل تعرفت على الدوافع والأسباب التي تجعلهم يكثرون من التردد عليكم وتطويل المكث معكم؟ فإنه إذا عرف السبب بطل العجب، وأمكن إصلاح العطب.
وعلى كل حال فطاعة الوالدين والقيام بخدمتهما والسهر على راحتهما واجبة على الأبناء، وعلى زوجتك أن تعينك على طاعة والديك، وعليك أن تعوضها مقابل ذلك بأن تبوح لها بحبك الكبير لها، وتثني عليها الثناء العطر وتوضح لها احترامك وارتياحك لما تقوم به من خدمة لأهلك وصبرها عليهم، وأن تكرمها بالمال والهدايا فهي تستحق ذلك وأكثر، وسيكون ما تعطيه لها من المال والهدايا سببا في استلال ما في قلبها من التضجر وتمعن في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (تهادوا تحابوا).
وعليك أن تذكر لزوجتك ما لها من الأجر عند الله على ما تقوم به من خدمة أهلك؛ لأن ذلك يعد من خدمة الزوج والقيام بما يرضيه عنها، وبالمقابل حاول التحدث مع والدتك بطريقة حكيمة وغير مشعرة بالتضجر منهم، بل تشعرهم بالإشفاق عليهم أن قطعهم لهذه المسافة الطويلة فيها مشقة عليهم، وأنك ستقوم بزيارتهم مع زوجتك وأبنائك متى ما اشتاقوا إلى رؤيتهم، فقد يكون أهلك متعلقون بأبنائك الصغار، ويمكنك كذلك أن تخبر أخاك الآخر بما يحدث إن كان سيتفهم الموقف، وهو بدوره يقوم بإخبار والدتك، أو استعن ببعض ذوي العقول الراجحة من أسرتكم كي يقنعوا أهلك، واحذر أن يشعروهم بأنك من طلب منهم ذلك كي لا يتحسسوا، وتحدث مشكلة أكبر من المشكلة القائمة، فإن اقتنعوا فذلك هو المطلوب، وإلا فما عليكم إلا أن تصبروا وتحتسبوا الأجر عند الله، ولعل الله -بسبب صبركم وتفانيكم في خدمة أهلك- يبارك لكم، ويضفي عليكم السعادة في حياتكم.
أسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد إنه سميع مجيب.