السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكرا لكم، وبارك الله فيكم، وجزاكم خيرا.
أنا شاب، عمري 28 سنة، أعاني منذ 2012م من مجموعة أعراض ألخصها فيما يلي:
ـ أحس غالبا أن جهة أنفي اليمنى مسدودة نوعا ما.
ـ أذني اليمنى مسدودة وتصدر صوتا مثل صوت هدير البحر.
ـ غالبا ما يلتهب حلقي لكن دون مشاكل في الصوت أو البلع -الحمد لله-.
زرت عديدا من أطباء الأنف والأذن والحنجرة، وأجريت تحاليل الدم والغدة الدرقية، واختبارات الحساسية، فكانت كلها سليمة، كان الأطباء يفحصون عنقي وأنفي وأذني وحلقي، وفي مرة فحصت الحلق والحنجرة بالمنظار، فكان كل شيء سليما، وأجريت تخطيطا للسمع فكان السمع أقل في الأذن اليمنى منه في اليسرى، فقال لي الطبيب -مثل سابقيه-: أغلق أنفك وفمك وانفخ لكي تفتح أذنك ويتحسن السمع.
مؤخرا بدأت أحس بما يلي:
ـ انسداد الأذن مجددا، وصوت تشويش فيها، ومثل قليل من الماء أو سائل عندما أدخل أصبعي فيها.
ـ في الصباح بلغم متجمع في الحلق والأنف، لونه أصفر ومتسخ، لكن في النهار يصبح أبيضا.
ـ أحس مثل التهاب، لكن دون ألم داخل الحلق، لكن مع القليل من الألم في العنق فقط، الصوت والبلع ممتازان.
أسئلتي:
هل حالتي ناتجة من تحسس الأنف؟ بالنسبة لانحراف بالأنف؛ لا أظن لأني عملت المنظار وقال كل شيء جيد. وهل حالتي تحسس من طعام معين؟ أنا أشك في منتجات الألبان (الياغورت والجبن) لأنني أتناولها كثيرا. وهل أحتاج مضادا حيويا؟ أم مضادا للحساسية؟ علما أنني أستعمل غرغرة بالماء الدافئ والملح لأنفي وحلقي فيخرج البلغم وأحس براحة كبيرة، فهل الغرغرة بالزعتر مفيدة لالتهاب الحلق وقتل الميكروبات والبكتيريا الموجودة في الحلق والتي تسبب أحيانا الرائحة الكريهة؟
في لوزتي اليمنى؛ يلتصق قليل من الطعام، فألاحظها بيضاء، وعندما أنزعها بإصبعي تكون رائحتها كريهة جدا، مع أنني لا أعاني من اللوزتين، فما هي هذه المشكلة؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تشخيصي بأن لديك التهاب أنف تحسسي يؤدي لضخامة في القرين السفلي وانسداد في أنبوب تهوية الأذن الوسطى (نفير أو ستاشيوس) وبالتالي حدوث التهاب أذن وسطى مصلي، وانصباب سوائل مصلية في الأذن الوسطى اليمنى، هذه السوائل تعطي نقصا بالسمع، وسماع صوت الوشة الخشنة التي ذكرتها في شكايتك.
أجوبتي على أسئلتك بالترتيب، كالآتي:
1- نعم من الممكن جدا أن يكون التحسس الأنفي سببا في التهاب الأذن الوسطى المصلي المزمن، بل هو السبب الأشيع لحدوث التهاب الأذن الوسطى. كما أن انحراف الحاجز الأنفي أيضا من الأسباب -والحمد لله- أن الحاجز لديك غير منحرف بحسب نتيجة التنظير التي ذكرتها.
2- التحسس الطعامي على الأغلب يسبب احتقانا في البلعوم وليس الأنف، وبما أن لديك شكايات في البلعوم من آلام متكررة؛ فقد يكون السبب بالطبع هو التحسس، ولكن لا بد من الفحص الطبي في كل مرة، فقد يكون السبب التهاب في البلعوم لسبب فيروسي أو جرثومي. يمكن إجراء اختبارات تحسس دموية أو جلدية لمعرفة السبب المحسس لديك.
3- بالنسبة للعلاج الدوائي؛ فمضاد التحسس ضروري للحساسية الأنفية لديك، بالإضافة لإعطائك بخاخ الكورتيزون الأنفي الموضعي مثل: (فليكسوناز، أفاميس، رينوكورت)، وفي حال التحسس البلعومي أيضا يمكن إعطاء مضادات التحسس، ولكن هذا بالطبع مرتبط بالفحص السريري كل مرة تصاب فيها بآلام في البلعوم. المضادات الحيوية تعطى في حال التهاب البلعوم أو اللوزتين الجرثومي المثبت بالفحص السريري. والغرغرة بالزعتر مفيدة بالطبع؛ حيث أن الزعتر من الملطفات الطبيعية للطرق التنفسية، ويفيد في تنظيم إفراز المخاط ولكنه ليس قاتل للجراثيم، ولن يزيل الرائحة إن لم تعالج من أساسها كما يلي.
4- سبب الرائحة الكريهة في الفم لديك هو: دخول فضلات الطعام ضمن فتحات اللوزتين (هذه الفتحات على سطح اللوزتين ذات فوهات كبيرة لديك)، وبالتالي تراكمها ضمن التجاويف اللوزية وتخمرها وتعفنها ضمن هذه التجاويف، وهي بالتالي تسبب هذه الرائحة. لا يوجد علاج دوائي لهذه الحالة، حيث أن إزالة هذه الكتل المتخمرة لن يحل المشكلة، لأن الطعام سيعود ويتراكم مجددا، وبالتالي فالحل هو بالتأكيد استئصال اللوزتين الجراحي.
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.