ما سبب انزعاجي وشعوري بالاستفزاز عند سماعي لنغمة أو تصفيقا؟

0 181

السؤال

السلام عليكم..

أعلن أنني أثقلت عليكم بسبب كثرة أسئلتي، فجزاكم الله خيرا.

حصلت معي حادثة حزينة كرهت بسببها الأغاني، وابتعدت عنها، وتقربت إلى الله أكثر، والآن أصبحت لا أستطيع سماعها، وإن سمعتها أشعر بالضجة أو بصداع في الرأس، ليست فقط الأغاني، بل الأناشيد الوطنية أيضا، وحتى قنوات الأطفال، أشعر بالإزعاج عند سماعها، كذلك إن صفق أحدهم، أو عند سماع أي نغمة أشعر بالاستفزاز وبالرغبة بالصراخ بكلمة " يكفي "، فما سبب هذا الشعور؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محبة الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك مرة أخرى في استشارات إسلام ويب.

الحادثة التي حدثت لك أدت إلى نوع من التحفيز السلبي في الجهاز العصبي لديك، لذا أصبحت في حالة ترقب شديد من حيث الجهاز العصبي اللاإرادي، ويعرف أن هذه الحالات تشبه لدرجة كبيرة ما يسمى بـ (عصاب ما بعد الصدمة)، وهي حالة نفسية تحدث بعد الأحداث الحياتية المؤلمة، مثل: الإصابات الجسدية، والإصابات النفسية البالغة، وفيها يشعر الإنسان باسترجاع الذكريات المؤلمة، ويكون دائما متيقظا ومتحفزا، لا يتحمل الضجيج أبدا، لا يتحمل الإزعاج أيا كانت درجته، ويكون هنالك نوع من القلق العام، واضطراب في النوم، والبعض أيضا يشتكي من أحلام مزعجة.

أعتقد أن الذي حصل لك هو حالة تحفز تلقائي سلبي في الجهاز العصبي اللاإرادي، ولذا أصبحت لا تتحملين الضجيج، خاصة سماع الأغاني أو الأناشيد أو خلافه.

أيتها الفاضلة الكريمة: إن شاء الله تعالى هذا فيه خير لك، أنت ماذا تريدين من سماع الأغاني؟ لا خير فيها أبدا، وبالنسبة لعدم التحمل للإزعاج بصفة عامة، فيمكن أن يعالج، ويعالج بصورة ممتازة جدا.

أولا: أريدك أن تفحصي الغدة الدرقية، لأن زيادة هرمون الغدة الدرقية مع وجود الصدمة العصبية أيضا قد يؤدي إلى عدم تحمل الإزعاج.

ثانيا: عليك أن تتدربي تدريبات نفسية تقوم على مبدأ المواجهة، أريدك (مثلا) أن تعرضي نفسك بالتدريج لأصوات صاخبة، قومي أنت بنفسك (مثلا) بالضرب على جسم صلب -حديدي- حتى ينتج عن ذلك إصدار صوت عال، وبالتدريج ارفعي معدل هذا الصوت، ولا تتجنبي الأصوات المزعجة، ارفعي صوت التلفاز (مثلا) لمدة دقيقة أو دقيقتين، ثم خفضي صوته، ثم ارفعيه مرة أخرى، فالهدف هو ما نسميه بالتعريض مع منع الاستجابة السلبية.

وفي ذات الوقت يجب أن تكثفي كثيرا من تمارين الاسترخاء، فهذه التمارين تمارين مفيدة، تمارين التنفس.

كما لا بد أن يكون هنالك تدبر وتأمل عند ممارسة تمارين الاسترخاء -أو ما يسمى العلاج عن طريق التأمل-، وأعتقد أن هذا سوف ينهي هذه المشكلة تماما، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات