السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تستحق جائزة نوبل أيها المتميز، يا من تستحق لقب طبيب خبير -دكتور محمد عبد العليم-، أسأل الله أن ينفع بك ويوفقك لما يحبه ويرضاه.

ما الرياضة التي تجعل مستوى السيرتونين في معدله الطبيعي؟ أرجو أن ترشدني لرياضة غير الجري؛ لأن الأدوية النفسية تؤدي للهبوط بسرعة، وتزيد سرعة ضربات قلبي، وتخفض عندي الضغط مما يجعلني لا أستطيع الجري إلا 100 متر فقط، بل أقل من ذلك، وهل العادة السرية تؤثر على الهرمونات التي تسبب الاكتئاب؟ وهل الحفظ ولا سيما حفظ القرآن والسنة يقوي المخ؟ بمعنى أنه يزيد من الهرمونات الناقصة منه، وخاصة هرمونات تحسين المزاج.

وجزاكم الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على كلماتك الطيبة، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعا، وأحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة.

أخي الكريم: هناك إجماع تقريبا أن جميع أنواع الرياضة التي تتميز بما يعرف بالمفعول الرياضي، أي أن الإنسان يحس أنه بالفعل قد بذل جهدا، وتكون هنالك تغيرات فسيولوجية واضحة مثل تسارع ضربات القلب والتعرق، وازدياد معدل حركة التنفس، هذه - أيها الفاضل الكريم - هي التي تؤدي إلى ما يعرف بالتأثير الرياضي الإيجابي.

في حالتك أنا أعتقد أن المشي السريع سيكون بديلا ممتازا جدا، ما دام الجري يؤثر عليك، والسباحة أيضا تعتبر من الرياضات الممتازة جدا التي تتحرك فيها جميع أعضاء الجسم، وإن لم تتمكن من كل هذا حتى لعب تنس الطاولة أو رياضة مماثلة سوف تكون كافية جدا، ويفضل أن تكون فترة التأثير الرياضي الحقيقي لا تقل عن نصف ساعة، لذا يقول الناس أن ساعة إلا ربع في النشاط الرياضي تكفي في اليوم، لأن الإحماء الجسدي يتطلب عشرة إلى خمسة عشر دقيقة.

ومن المهم جدا - أيها الفاضل الكريم - أن تبني معدلك الرياضي تدريجيا، أي أن تبدأ بدايات بسيطة، ثم ترفع المعدل بالتدريج، هذا -إن شاء الله تعالى- يجعلك لا تحس أبدا بالسرعة المزعجة في ضربات القلب أو حدوث انخفاض في الضغط.

العادة السرية - أيها الفاضل الكريم - تؤثر على بعض الهرمونات في الجسم؛ لأن الذي يصحب العادة السرية هو الاستثارة، ومن المؤكد أنها تؤثر على مستوى الـ (كورتيزون Cortisone) في الجسم، وكذلك مستوى الأدرينالين (adrenaline).

والكورتيزون الداخلي إذا زاد إفرازه ارتبط بالاكتئاب، لكن لا نستطيع أن نقول أنه هو العامل الحتمي الوحيد، لا بد أن تتضافر العوامل الأخرى، ولا بد أن يكون الإنسان لديه شيء من الاستعداد لحدوث النوبات الاكتئابية أصلا.

حفظ القرآن الكريم لا شك يؤدي بالفعل إلى تطور واضح في الصحة النفسية، تطور إيجابي، وهذا يعني أن الدماغ أصبح يؤدي عمله بصورة أفضل مما هو متعارف عليه.

ولا أستطيع أن أحدد لك على وجه الخصوص إن كان هنالك زيادة في الهرمونات، وإن كانت ناقصة أم لا، لكن أعتقد أنه لا بد أن يكون هنالك نوع من التغير البيولوجي الذي طرأ على الجسم.

وأود أن أضيف - أخي الفاضل أحمد - أن دراسات كثيرة الآن أشارت - وهي دراسات غربية - أن هرمون ترميم خلايا الدماغ والذي يعرف (BDNF) بجانب أن الرياضة تساعد على إفرازه، أيضا الصيام، الصيام وجد أن له تأثيرا كبير جدا على إفراز هذا الهرمون وتحسين مستواه، وهو كما ذكرنا يعتبر هرمونا أساسيا لتحسين أداء خلايا الدماغ، وذلك من خلال تحسين التواصل ما بينها، وهذا الهرمون يستشعر الخلايا الدماغية الأخرى التي لها دور كبير في تنظيم إفراز الموصلات العصبية التي لها علاقة مباشرة بالصحة النفسية، وهي: مادة الـ (سيروتونين Serotonin)، الـ (دوبامين Dopamine) والـ (نورأدرينالين Noradrenaline)، والمادة (P).

ختاما: بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.