القلق الاجتماعي البسيط... وطرق التخلص منه

0 176

السؤال

أعاني من رهاب اجتماعي منذ الصغر، حيث إنني أشعر بالخجل، واحمرار الوجه، وتسارع نبضات القلب في المواقف التي تتطلب لقاءات اجتماعية، حيث أخاف من أداء عملي، وكأن أحدا ما ينظر إلي، مع أنني ماهر جدا بالعمل.

عملي يتطلب المهارة اليدوية والدقة، وعندما أعمل لوحدي أرتاح جدا، ولكن عندما ينظر إلي شخص ما أشعر بالارتباك والتوتر والرجفة (رعشة باليدين) وتسارع بالقلب.

أصبح هذا الأمر يتفاقم أكثر وأكثر، وأصبحت أكره العمل نتيجة هذه الظروف، وأحاول التهرب قدر الإمكان من أجل أن أتجنب أن أكون ضمن هذا الموقف.

مع العلم أنني لم أذهب إلى أي طبيب سابقا، ولم أتناول أي دواء سابق.

شكرا جزيلا لكم على هذا الموقع الرائع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ muhamad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.

أيها الفاضل الكريم: لا أعتقد أن حالتك قد وصلت لمرحلة الرهاب، إنما هو نوع من القلق الاجتماعي البسيط، وربما يكون بالفعل لديك نوع من الخجل منذ الصغر، ودعنا نعتبر أيضا أنه لديك درجة جيدة من الحياء، والحياء أمر مرغوب، وهو أمر عظيم، والحياء كله خير أو خير كله، وهو شعبة من شعب الإيمان، فلا تنعت نفسك بأنك مرهوب اجتماعيا.

والتغيرات الفسيولوجية التي تحدثت عنها -احمرار الوجه وتسارع في ضربات القلب- ربما يكون هناك شيئا منها عند المواجهة، لكن الشيء القطعي والأكيد أنك تتحسس هذه المتغيرات بصورة متضخمة ومنفعلة ومبالغ فيها، وأقصد بذلك: لا أحد يشعر باحمرار الوجه الذي يحدث لك بنفس الطريقة التي تعتقدها أنت، نعم حين يتسارع القلب يحفز الجسم ليكون في حالة استعداد، وهذا يؤدي إلى زيادة في ضخ الدم، لذا تمتلأ الشعيرات الدموية الطرفية -خاصة التي في الوجه- مما قد يؤدي إلى نوع من الاحمرار البسيط في الوجه، وهذا يكون أمرا مؤقتا وعابرا جدا.

فيا أخي الكريم: أريدك أن تصحح مفاهيمك، أي لا أحد يستشعر ما تستشعر به، لا أحد يتحسس ما بك مثل تحسسك أنت لهذه الوظائف الفسيولوجية، إذا تغيير المفهوم يعتبر علاجا رئيسيا.

الأمر الآخر -والمهم جدا والذي أعجبني كثيرا- أنك شخص ماهر، أنك شخص مقتدر، وهذا يجب أن تركز عليه، ويجب أن تستشعر قيمته الحقيقية، فأنت مهارتك هذه مطلوب منك أن تعطيها اعتبارا، وأن تعطيها حقها، وألا تقلل من شأنها، كثير من الناس يفتقدون المهارات الاجتماعية، لذا تقل كثيرا تفاعلاتهم الاجتماعية، وقد يصابون بالخوف والخجل، أما أنت فالحمد لله تعالى وهبك الله تعالى هذه المهارات الممتازة.

والخطوة العلاجية الثالثة هي: أن تطور مهارة السلام، السلام مهارة عظيمة، كيف تسلم على الناس؟ كيف تحي إخوانك، والسلام في الإسلام معروف، وله شروطه وله ضوابطه، فمن المهم جدا أن تؤكد على أهمية السلام، واعلم أن تبسمك في وجه أخيك صدقة، وهذه صدقة عظيمة جدا، يجب أن تعطيها التقدير التام وتعطيها المكانة التامة.

وقلل من اللغة الجسدية عند السلام، واعرف كيف تنظر إلى الناس في وجوههم، هذا مهم جدا -أخي الكريم- وهذا فيه اعتبار للناس.

والنقطة الرابعة -وهي مهمة جدا- هي: الإكثار من التواصل الاجتماعي، التواصل الاجتماعي من خلال حضور المناسبات، الحرص على صلاة الجماعة، زيارة المرضى، المشاركة في الأفراح، هذا كله علاج وعلاج أساسي.

بقي بعد ذلك أن أقول لك: أنت محتاج لدواء بسيط جدا، إن استطعت أن تذهب إلى طبيب نفسي فهذا أمر جيد، وإن لم تستطع فعقار (إندرال Inderal) والذي يعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol) بجرعة عشرة مليجراما صباحا ومساء، سيكون كافيا جدا بالنسبة لك، تستعمله لمدة شهرين، ثم تجعلها عشرة مليجراما صباحا لمدة شهر.

يضاف للإندرال دواء آخر يعرف باسم (ديناكسيت Denaxit) تناوله بجرعة حبة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله.

عليك بالرياضة وتمارين الاسترخاء، فهي أيضا مفيدة جدا.

وإليه هذه الاستشارات فهي مفيدة لحالتك أيضا: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637)

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات