السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة بعمر 24 عاما، مقبلة على الزواج، وسوف أسافر إلى بلد أوروبي، وبعد النقاش مع خطيبي قررنا تأجيل الإنجاب فترة سنتين؛ لنتعود على البلد الجديد قبل أن نرزق بأطفال.
ذهبت إلى الطبيبة، ووصفت لي حبوب منع الحمل، وأكدت أن تناولها سليم، وعندما ذهبت إلى الصيدلانية، لم تنصحني به في بداية زواجي، وقالت لي: على الرغم من الدراسات التي أجريت على الدواء، إلا أنه يسبب عدم الإنجاب، أو تأخر الحمل بسبب أخذ الدواء في بداية الزواج.
سؤالي: هل هناك خطر من أخذه في بداية الزواج؟ ولو كان الخطر قليلا فأرجو تنبيهي لأتراجع عن أخذه، فأنا لا أريد المخاطرة، كيف يتم العمل بالمانع الطبيعي؟ أرجو التفصيل، فأنا لا أعلم أبدا ماذا تعني فترة الأمان خلال الشهر، ومتى تكون؟ وأشكركم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مايا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحقيقة هي أن الطبيبة التي وصفت لك حبوب منع الحمل كلامها صحيح, فحبوب منع الحمل الحديثة لا تسبب العقم، ولا تسبب تأخر الإنجاب، لأن كمية الهرمونات في الحبوب الحديثة هي كمية قليلة جدا، وهي ليست كالحبوب التي كانت تستخدم قديما, وفي الحالات التي يحدث فيها تأخر في الحمل بعد إيقاف حبوب منع الحمل الحديثة، إما أن يكون لدى السيدة مشكلة من قبل استخدامها لهذه الحبوب, لكنها لم تكن مشخصة، أو أن السيدة قد استخدمت الحبوب وهي بعمر فوق 30 سنة, فمعلوم بأن الخصوبة عند المرأة، تبدأ بالتراجع بعد هذا العمر وبشكل طبيعي، وقد تكون هذه هي بعض الحالات التي شاهدتها الصيدلانية، لكنها لم تعرف التفسير, وبالتالي نصحتك بعدم تناول الحبوب.
على كل حال، إذا كانت دورتك الشهرية منتظمة, ولم يكن لديك أي مشكلة طبية, فيمكنك استخدام الحبوب المانعة للحمل، بدون خوف أو قلق, لأن عمرك مناسب جدا.
بعد التوقف عن الحبوب, فإن حوالي 50٪ من المستخدمات سيحدث عندهن الحمل في خلال 3 أشهر من التوقف عنها, وحوالي 85٪ من المستخدمات اللواتي لم يسبق لهن الحمل, و 93٪ ممن سبق لهن الحمل, سيحدث لديهن الحمل في خلال سنتين من إيقاف الحبوب -بإذن الله تعالى-, وهذه النسب تقارب النسب الطبيعية, أي أن الحبوب لا تسبب تأخير الحمل, ولا تسبب العقم عند المرأة الشابة، والتي لا تعاني من مشاكل سابقة, وهذا بالطبع بناء على احصائيات طبية ومؤكدة.
بالنسبة للمانع الطبيعي فيقصد به:
1- إما طريقة العزل, وهي القذف خارج المهبل, وهذه لها نسبة فشل عالية، وتتطلب تعاونا من الزوج.
2- الامتناع عن الجماع في الفترة المخصبة من الدورة, وهذه الفترة تحسب بناء على طول الدورة الشهرية, فمثلا إن كانت الدورة عندك بطول 28 يوما, فإن فترة الإخصاب ستكون بين يومي 11-18 منها, وفي هذه الفترة يجب الامتناع عن الجماع, ويسمح به في الفترات الباقية، وهي من يوم الطهر إلى يوم 11، ومن يوم 19 إلى موعد الدورة التالية, وهي ما يسمى بفترات الأمان، ويمكن حدوث الجماع فيها, وأيضا يجب معرفة بأن هذه الطريقة لها نسبة فشل عالية.
نبارك زواجك مقدما, ونسأل الله عز وجل أن يكتب لك فيه كل الخير.