تغير المكان وأثره على النفس في إحداث القلق والاكتئاب

0 206

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تابع لاستشارة رقم: (2292845).

سألني الدكتور عبد العزيز أحمد عمر، استشاري الطب النفسي وطب الإدمان بعض الأسئلة.

لم أجري فحوصات سوى للسكري وطلعت النتيجة سليمـة، ونقص الوزن كان خلال مدة 6 أشهر، وهو الوقت الذي نقلت فيه من السعودية للهند بغرض الدراسة الجامعية، وبدأت الأعراض الاكتئابية، ومن بعدها بدأ نقصان الوزن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على أنك قمت بالفحوصات التي أجريتها، والآن أعطيتني معلومة مهمة قد تفسر كل ما حصل لك، وهي أن الاكتئاب ونقصان الوزن حصل بعد تركك للسعودية والذهاب إلى الهند، وهذا -يا أخي الكريم- يفسر كل شيء.

الانتقال من البلد الذي تعيش فيه إلى بلد آخر تقيم فيه بعلاقات مختلفة وطقوس مختلفة وظروف مختلفة؛ يحتاج إلى تأقلم على هذا الوضع، ويمكن أن يحصل هذا التأقلم بطريقة طبيعية، أو لا يحصل على الإطلاق، أو يحصل بطريقة صعبة.

هذا من الصعوبات التي يلاقيها الشخص في التأقلم هي موضوع التعود على الأكل، الأكل ليس هو تذوق نوعا من الطعام، ولكن الأكل هو ما تعودنا عليه من صغرنا، ارتبط بحنان الأم، ارتبط بالجلسات العائلية، ارتبط بالتقاليد الاجتماعية، وهذا كله تشكل في وجداننا وفي أعماقنا، ولذلك عندما ننتقل إلى مكان آخر وإلى عادات أخرى وإلى طعام آخر؛ لا يمكن أن نستسيغه بسرعة، حتى ولو تناولنا هذا الطعام من قبل، يمكن أن تتناوله كعشاء في يوم من الأيام، لكن يوميا لا، أنت مع الطعام الذي اعتدت عليه، وهذا شيء رمزي، أنا أركز على الطعام، ولكن هذا يشمل كل الأشياء، كل الحياة الاجتماعية، ولذلك يبدأ الشخص في صعوبات التأقلم، ويصاحبها نوع من أعراض الاكتئاب والتوتر والضيق، وأحيانا اضطرابات النوم ونقص الوزن.

ولا أشيع سرا إذا قلت لك -يا أخي- إنني مررت بتجربة مماثلة عندما ذهبت في مطلع الثمانينات إلى بريطانيا لكي أتخصص في الطب النفسي، فكانت بداية السنة الأولى صعبة، نقص وزني فيها كثيرا، حتى اضطررت بتغيير معظم ملابسي، ولكن الشيء الإيجابي هو التأقلم والصبر على هذا الوضع، وهذه طبيعة الإنسان وطبيعة الحياة.

إذا سوف تتأقلم، وسوف تتعود، وسوف يعود إليك وزنك الطبيعي، وطبعا أنت وزنك زائد، وأنا لا أريد أن يعود إليك زيادة الوزن القديم، فإذا لا تقلق، هذه مرحلة يمر بها معظم الناس الذين ينتقلون من البلاد التي تعيشون فيها إلى بلد أخرى، سوف تجتازها بيسر، ويقال أنك إذا استمررت ثلاثة أو أربع سنوات في هذا البلد تتأقلم، حتى إنك إذا عدت إلى بلدك مرة أخرى تحتاج إلى التأقلم على بلدك.

وفقك الله وسددك خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات