السؤال
السلام عليكم.
من الناحية الشرعية؛ هل إذا كان هناك متكبر وجب على الناس التكبر عليه حتى يمتنع عن تكبره على الناس مرة أخرى؟
وجزاكم الله خيرا.
السلام عليكم.
من الناحية الشرعية؛ هل إذا كان هناك متكبر وجب على الناس التكبر عليه حتى يمتنع عن تكبره على الناس مرة أخرى؟
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك –أيها الأخ الكريم– في استشارات إسلام ويب.
الكبر خلق مذموم، ومعلوم ما ورد فيه من الترهيب في كلام الله تعالى وكلام رسوله، وقد قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)، وفسر عليه الصلاة والسلام الكبر بقوله: (الكبر بطر الحق وغمط الناس) أي احتقار الناس وازدرائهم.
أما المتكبر فمعاملته بمثل ما يفعل ليس كبرا في الحقيقة، لأنه ليس فيه ازدراء بمن ليس محلا للازدراء، ولذا قال بعض العلماء: (التكبر على من تكبر عليك بماله تواضع) ذكر هذا غير واحد من أهل العلم عن يحيى بن معاذ رحمه الله تعالى، كما ذكر ذلك الغزالي رحمه الله في إحياء علوم الدين، والعلامة الخادمي رحمه الله في كتابه (بريقة محمودية).
وهم ينصون في كتبهم على أن التكبر حرام إلا على المتكبر، ويرون في ذلك بعض الآثار عمن سلف، فمعاملة المتكبر بالكبر قد يكون رادعا له، زاجرا له عما هو مقيم عليه، فتتحقق بذلك المصلحة الشرعية.
أما ما ينسب على ألسنة الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أنه قال: (التكبر على المتكبر صدقة)، فهذا لا أصل له في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن قد بينا لك أن كثيرا من العلماء صرح بأن التكبر على المتكبر ليس هو محل الذم الذي ورد في النصوص الشرعية من ذم الكبر والمتكبرين.
نسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق.