السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكرا لكم على الموقع الرائع والمفيد للجميع.
أنا فتاة عمري 25 سنة، موظفة، ولدي زميلي في العمل عمره 30 سنة، وقد صرح لي بحبه وإعجابه، وطلبني للزواج، وهو رجل يخاف الله، ويعتمد عليه، لذلك فكرت في الأمر، وأحسست بالراحة من ناحيته، فتقدم إلى أهلي يخطبني، وقد وافقوا أهلي بعد محاولات إقناع كثيرة، لأنه ليس من قبيلتي، وعلاقته بأهله شبه مقطوعة، نظرا لانفصال والديه عن بعضهما، وزواج والده من امرأة عديمة الرحمة، رفضت وجود أبنائه، فتخلى والده عنه، لذلك انتقل إلى المدينة التي أسكنها.
بعد النظرة الشرعية أعجب بي كثيرا، وتعلق بي بشدة، نحن نحب بعضنا، أو بالأحرى هو يحبني أكثر، ولكن هناك أمور لا بد من التناقش فيها، فإذا كنت غاضبة لا يفهمني، ولا يحسن الظن بي، وتفكيره مختلف عن تفكيري، وأنا برأيي أن الزواج ليس حبا فقط، ولكن هناك أمور يجب أن تؤخذ بالعقل في كل المسائل الحياتية، وهو يخالفني الرأي، رغم وجود الحب.
أنا حائرة، كيف ستصبح حياتي معه بعد الزواج؟ هل سيتصرف دائما بهذا التناقض، وكأنه هو الفاهم بكل شيء، مع أنني في بعض الأحيان أقدم له دلائل على صحة كلامي، ولكنه لا يريد أن يفهم إلا ما يدور في عقله؟
أنا أشفق عليه كثيرا، لأنه ظلم كثيرا في حياته، وبالأخص من ناحية أهله، ولكن التناقض الكثير الذي يحدث بيننا يجعلني أفكر كثيرا في مستقبل حياتنا، هل ممكن استمرار الحب مع وجود هذا التناقض في الآراء؟
أرجو منكم تقديم المشورة والنصيحة، وجزيتكم خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ aaaaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، ويصلح الأحوال، وأن يجمع بينكما بالحلال، وأن يهديك وخطيبك لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يقدر لكما الخير، ويحقق الآمال.
لا شك أن قولك "يخاف الله ويعتمد عليه" من أهم قواعد النجاح، فكيف إذا وضعنا إلى جوار ذلك تعامله معك بالحب، وقبول أهلك به رغم إنه ليس من قبيلتكم، وكل هذا الأشياء تعتبر مؤشرات إيجابية، وكنا نتمنى أن نعرف نوع الأمور التي حصل حولها الخلاف، حتى تتضح أمامنا الصورة، ومن حقك المطالبة بحجب الاستشارة إذا كانت فيها خصوصيات، وليس هناك داع للانزعاج، لأن الخلاف طبيعي وليس فيه إشكال، والمهم هو كيفية إدارة الخلاف وإعطائه حجمه، وحصره في إطاره الزماني والمكاني، واعلمي أنه قد يصعب على الفتاة أن تجد رجلا بلا عيوب، كما أنك لست خالية من العيوب، وطوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن تحتكما في علاقتكا لقواعد الشرع الحنيف، فالخطبة ما هي إلا وعد بالنكاح، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، أو التوسع في الكلام.
ونسال الله أن يسهل أمركما، وأن يجمع بينكما على الحب والخير والاحترام، وقد أسعدنا تواصلك، ونتشرف بالمتابعة معكما، ويفرحنا وصول شرح وتوضيح أكثر للقضايا الخلافية أو الغامضة التي أثارت الانزعاج، ونؤكد أن ما بين الزوجين أكبر من الخلافات، وأن كثيرا منها تتلاشى بإكمال المراسيم.
ونسأل الله أن يبارك لكما وعليكما، وأن يجمع بينكما على الخير والمودة والرحمة.