أصابني وسواس الموت بعد إصابتي بنوبة هلع مفاجئة، فما علاج حالتي؟

0 221

السؤال

السلام عليكم..
أرجو الرد على استشارتي هذه.

أعاني من وسواس الموت بشكل دائم، وكذلك الخوف مما بعد الموت، وأيضا في جميع الأوقات أشعر بأن قلبي يؤلمني، وأنني سوف أصاب بمرض في قلبي، أو جلطة سوف تؤدي إلى موتي، وأشك في الكثير من الأمراض، وأتفاعل معها بشكل دائم، لدرجة أني أحس فعلا بأني مصابة بها، ودائما أضع يدي على قلبي لمتابعته، والشعور بنبضاته إذا كانت منتظمة أم لا، وتقدير الأسوأ جدا في حالتي الصحية، فمثلا عند الشعور بصداع بسيط؛ يدور في رأسي الكثير من الأفكار حول إصابتي بسرطان في الدماغ، بالرغم من أنني قمت بعمل جميع الفحوصات التي أكدت أنني بخير، ولا وجود لأي مرض.

أصابتني هذه الحالة منذ سنتين، وبالذات بعد إصابتي بنوبة هلع مفاجئة، حيث استيقظت فجأة من نومي وكانت ضربات قلبي سريعة جدا، وكنت أتنفس بسرعة كبيرة، بعدها أحسست بشعور الموت، فذهبت للوضوء كي أصلي، ومنذ هذه اللحظة وأنا أعاني من جميع هذه الأعراض.

ذهبت كثيرا إلى عيادات الطب النفسي، وأخذت أدوية، ومن ضمنها زولام واندرال، وغيرها، ثم توقفت عنها، ورجعت مرة أخرى إلى ترايلبتال واريبيبريكس، إضافة إلى شعوري بالقلق بشكل كبير، والخوف من لا شيء، والنسيان بشكل ملحوظ.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.

أنت لديك قلق المخاوف -الأمر واضح جدا-، فالخوف من الموت والوسوسة حوله هي المهيمنة عليك، وبعد ذلك أتتك هذه النوبة الحادة، وهي نوبة فزع أو نوبة هلع، وهو يعرف بأنه قلق نفسي حاد جدا، يأتي دون مقدمات، وهذا النوع من النوبات في حد ذاته يؤدي أو يزيد أو يدعم الخوف والوسواس الذي أصلا كان موجودا، وفي حالتك واضح جدا، هذا نسميه بـ (قلق المخاوف الوسواسي)، وهذا هو التشخيص النهائي.

بالنسبة لموضوع الخوف -أيتها الفاضلة الكريمة-: فالخوف من الموت يجب أن يكون لدى الإنسان، فكلنا نخاف الموت كما قالت عائشة -رضي الله تعالى عنها- للنبي صلى الله عليه وسلم، ولكن يجب أن يكون خوفا شرعيا، لأن هذا هو الخوف الذي يبعث فينا الطاقات النفسية والمعرفية الداخلية من أجل أن نعمل لما بعد الموت، والخوف المرضي من الموت مرفوض، والإنسان قناعته يجب أن تكون أن الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان لحظة ولا ينقص في عمره لحظة، وأن الأعمار بيد الله، وأن لكل أجل كتاب، وكل نفس ذائقة الموت، وكل شيء هالك إلا وجه الله تعالى، قضي الأمر..، فالأمر يجب أن يتم التعامل معه على هذا السياق، وهذا -إن شاء الله تعالى- يطمئنك كثيرا.

وأريدك أن تشغلي نفسك بأمور حياتك، وأن تكوني شخصا فعالا، أن تتواصلي مع صديقاتك، أن يكون لك تخطيط، وأن تكوني من المتميزات من النساء، وأعظم ما يتعلمه الإنسان في هذه الدنيا هو العلم والدين، لا أحد يستطيع أن ينزع منك علمك، لا أحد يستطيع أن ينزع منك دينك، لكن يستطيع أحد ما أن ينزع منك مالك وعقاراتك وعماراتك، فاجتهدي في اكتساب المعرفة، وأن تكوني أكثر توازنا من الناحية النفسية، حقري هذه الأعراض، مارسي التمارين الرياضية، مارسي التمارين الاسترخائية، ومن خلال إدارتك الجميلة لوقتك خصصي وقتا لمشاركة الأسرة، في أنشطتها، ووقتا للترفيه عن النفس، ووقتا للدراسة، ووقتا للعبادة، وأوصيك بالنوم المبكر ففيه خير كثير.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت ذهبت إلى عيادات الطب النفسي، وأعطيت بعض الأدوية، لكن أنا أقول لك: أن الدواء الذي سوف يناسبك هو عقار يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram)، بجرعة خمسة مليجرامات يوميا لمدة أسبوعين، ثم عشرة مليجرامات يوميا لمدة أربعة أشهر، ثم خمسة مليجرامات يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرامات يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقفي عن تناوله.

وليس هنالك لا يمنع أن تتناوليه مع السبرالكس الـ (إندرال Inderal)، ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol) بجرعة عشرة مليجرامات صباحا لمدة شهرين، ثم تتوقفي عن تناوله. هذا الأمر ببساطة، والأدوية فعاليتها تزداد بتطبيق الإشارات والإرشادات والنصائح الأخرى التي ذكرتها لك.

الدواء لوحده لا يعمل أبدا ولا يفيد، وحتى إن أفاد الإنسان سوف ينتكس الإنسان بعد أن يتوقف عن تناوله، فإذا يجب أن تكون الرزمة العلاجية متكاملة: الالتزام الإسلامي، التطور الاجتماعي، الحرص الأكاديمي -كما ذكرنا- المشاركات، الصداقات الجميلة، بر الوالدين، النوم المبكر، الرياضة -كما تحدثنا دائما عنها-، التمارين الاسترخائية، التوازن الغذائي، وغير ذلك هي السبل التي تعالج مثل حالتك، مع التحقير التام لفكرة الخوف.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات