هل ثمَّت علاقة بين التوتر النفسي والأمراض التناسلية؟

0 192

السؤال

السلام عليكم..

باختصار أنا شاب أبلغ من العمر 33 عاما، قبل عشر سنوات أصبت بورم في خصيتي اليسرى، وأجريت لي عملية استئصال للخصية، في هذه الفترة تبين لي أنني مصاب بعقم جزئي بسبب قلة الحيوانات المنوية قبل وبعد العملية.

الحمد لله أنا متزوج، وعندي بفضل الله طفلان (إخصاب بالأنابيب) المشكلة أني منذ صغري كنت دائما عصبي المزاج وعنيدا، والمشكلة الحالية أنني دائم العصبية والقلق، ومتوتر، وأستشيط غضبا من الأمور التافهة، لدرجة أنني في بعض الحالات أتلفظ بكلام لا أتذكره بعد مرور حالة الغضب.

أرى الأمور دائما بمنظار سلبي -سيء الظن- وعملي متعب جدا، ولكن بالرغم من ذلك زملائي يخبرونني أنني دائم التوتر والعصبية (مع أنني قد لا ألاحظ هذا الأمر) وقبل فترة أجريت فحصا طبيا شاملا، وكانت نسبة التستيرون 3,5، وأخبرني طبيب العائلة أن النسبة قليلة، ولكنها داخل الحد الطبيعي، والحد الطبيعي من 3,5 - 12.

فهل ما أعانيه هو بسبب نقص هرمون الذكورة؟ علما أن نشاطي الجنسي طبيعي، لكني أعاني من سرعة القذف في كثير من الأحيان.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تناقص هرمون الذكورة قد يؤدي لنقص الرغبة الجنسية، أو ضعف الانتصاب كما أنه قد يؤثر على المزاج العام للشخص، وفي مثل حالتك من الأفضل إعادة التحليل مرة أخرى، وفي الصباح الباكر مع عمل الآتي: (Testosterone free & total ) خاصة مع وجود تاريخ مرضي بعملية في الخصية؛ مما قد يؤثر سلبا على أنسجة الخصية، وبالتالي يقل إفراز الهرمون، ولكن قد تكون أيضا نسبة الهرمون طبيعية، وبالتالي لا يكون الهرمون هو السبب فيما تعاني.

ولا أعلم السبب في العقم الجزئي كما تقول، ولا أعلم هل كانت هناك حيوانات منوية في السائل المنوي، أم تم أخذ عينة من الخصية؛ لأنه توجد متلازمة كلاينفلتر، والتي تؤثر على طبيعية وسلوك الشخص المصاب بها نوعا ما، ويظهر ذلك في بعض الأعراض التي ذكرتها، ويصحب ذلك صغر واضح في حجم الخصية، وغياب للحيوانات المنوية في السائل المنوي، ويكون طول الشخص أطول من الطبيعي فيما إن تمت المقاربة مع بقية إخوته أو والديه.

ويتم تأكيد ذلك بعمل تحليل كروموسومات فتكون النتيجة 45XXY، ولتحسين سرعة القذف ننصح بتناول أدوية تكون في الأساس مضادة للاكتئاب مثل: paroxetine 20 نصف قرص يوميا بعد الغذاء لمدة أسبوع، ثم قرص كامل يوميا لمدة شهرين، ومن ثم تتواصل معنا، وأنصح بعدم البدء في العلاج الموضح إلا بعد استشارة الدكتور محمد عبد العليم استشاري الأمراض النفسية لدينا في الموقع.

والله الموفق.
__________________________________________

انتهت إجابة الدكتور إبراهيم زهران استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة، وتليها إجابة الدكتور محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.


أشكر لك -أخي الكريم- تواصلك مع استشارات إسلام ويب، وكما ترى -أيها الفاضل الكريم- قد أفادك الأخ الدكتور إبراهيم زهران بما هو مفيد بالفعل حول مستوى هرمون الذكورة (تستوستيرون Testosteronum) والصحة الإنجابية بالنسبة لك، فأرجو -أيها الفاضل الكريم- أن تستفيد مما ذكر لك.

بالنسبة للجانب النفسي: أنا لا أرى أن هنالك علاقة بين سرعة الغضب والاستثارة والقلق والتوتر الذي تعاني منه ومستوى هرمون الذكورة، أنا أعتقد أن الأمر غالبا يكون متعلقا بالبناء النفسي لشخصيتك، وهذا لا نعتبره مرضا نفسيا، إنما هي ظاهرة من الظواهر النفسية، والذي أنصحك به هو:

أولا: يجب أن تتجنب الكتمان، يجب ألا تسكت عما لا يرضيك، وعبر عن نفسك أولا بأول في حدود الذوق، النفس -أيها الفاضل الكريم- تحتاج لفتح محابسها، والتفريغ النفسي هو وسيلة ممتازة لإزالة الاحتقانات النفسية، لأن النفس تحتقن كما تحتقن الأنف، ونسبة لقابليتك واستعدادك للتوتر ولسرعة الغضب احرص دائما على التفريغ النفسي، هذا مهم جدا.

الأمر الثاني: ضع نفسك في مكان من قد تغضب في حضورهم أو عليهم، التفاعلات الجسدية، مظهر الوجه، طريقة الكلام قطعا غير مقبولة، فذكر نفسك بهذه المواقف، وإن شاء الله تعالى هذا يساعدك.

الأمر الثالث -وهو أهمها-: يجب أن تطبق ما ورد في السنة المطهرة حول كيفية إدارة الغضب، الرسول -صلى الله عليه وسلم- نصحنا ألا نغضب في حديث الرجل الذي قال له (أوصني) فأوصاه فقال: (لا تغضب، لا تغضب، لا تغضب) والغضب هو طاقة نفسية، لا بد أن يحدث، وحتى الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يغضب إذا انتهكت حرمات الله، فهي صفة من صفات البشر، قال تعالى حاكيا عن موسى عليه السلام: {ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح} وقال حاكيا عن يونس عليه السلام: {وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} فتأمل وتدبر هذه الآية القرآنية، وخذ بها، واجعلها متنفسا لغضبك.

أيها الفاضل الكريم: ما ورد في السنة المطهرة، أرجو أن تطلع عليه بدقة في كتاب الأذكار للإمام النووي، ويا حبذا لو جالست إمام مسجدك أو أيا من المشايخ لتناقش معه كيفية إدارة الغضب من حيث السنة المطهرة.

في بدايات الغضب يجب على الإنسان أن يستغفر، وأن يستعيذ بالله من الشيطان، وأن يتفل على شقه ثلاثا، ويغير مكانه ووضعه، إن كان واقفا فليجلس، وإن كان جالسا فليرقد أو يترحك إلى مكان آخر، وأن يصرف انتباهه، وأن يطفئ نار الغضب بالوضوء.

بالنسبة للعلاج الدوائي أراه مهم، وأرى أنه سيساعدك كثيرا، الأخ الدكتور إبراهيم زهران -جزاه الله خيرا- وصف لك الـ (باروكستين Paroxetine)، وفعلا هذا الدواء سوف يفيدك في أشياء كثيرة، أولا هو دواء متميز في سرعة القذف، وأعتقد أن الأخ الدكتور إبراهيم وصفه لك لهذا الأمر، وأنا أقول لك أنه محسن للمزاج، ومزيل للتوتر، أرجو أن تستعمله فعلا بجرعة نصف حبة (عشرة مليجراما) يوميا، كما أفادك الدكتور إبراهيم.

تستعمله بهذه الجرعة لمدة أسبوع، ثم اجعلها حبة كاملة (عشرون مليجراما) ويمكن أن تستمر عليها حتى ثلاثة أشهر أو شهرين، ثم تتواصل معنا، وإن أردت أن تستمر عليها لمدة ثلاثة، بعد ذلك خفضها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات