السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحب أن أشكركم على جهودكم التي تبذلونها جزاكم الله خيرا، وأعانكم وكتب أجركم.

كنت جالسة لوحدي قبل أن أنام أفكر في مشكلة أمر بها، وكنت حزينة جدا، أبكي بشدة وقهر، وفجأة وأنا أبكي أحسست ببرودة شديدة في يداي وقدماي، وتنميل شديد فيها، ثم تشنجت وتصلبت، ولم أستطع أن أحرك أصبعا واحدا من أصابع يدي، واتخذت شكلا غريبا ومخيفا، أرعبني ذلك مما زاد بكائي.

وكنت أشعر بأن التنميل في يدي يصعد إلى ذراعي، ذهبت لطوارئ المشفى؛ لأن الوقت كان متأخرا، وعندما وصلت خف التشنج إلى أن اختفى، -الحمد لله-.

أجريت الفحوصات، وكان الضغط جيدا، وكل شيء سليم، هذا ما عرفته من الدكتور، أعطوني مغذيتين وعدت للمنزل، ولكني لم أعرف ما الذي أصابني؟ وصرت أخاف أن يحدث ذلك لي مرة أخرى لو بكيت أو حزنت، فهل لما حدث لي تفسير؟ وكيف أتقي حدوثه؟

ملاحظة: لا أعرف إن كان لذلك تأثير أم لا؟ ولكني في ذلك اليوم حرمت نفسي من الغداء والعشاء قبل أن تحدث لي هذه الحالة؟

وشكرا لكم؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما حدث لك هو حالة مرضية مؤقتة ومعروفة تسمى Tetany، أو muscle cramping نتيجة البكاء الشديد والنقص الحاد في الكالسيوم المتأين نتيجة للنقص الحاد، وسحب كمية زائدة من ثاني أكسيد الكربون من الدورة الدموية؛ مما يؤدي لإثارة شديدة للأعصاب وتقلص العضلات، خصوصا في اليدين وتأخذ شكلا متصلبا كأن بها عيبا خلقيا مع عدم القدرة على فرد الأصابع مؤقتا.

وتتشنج الأطراف لفترة قد تصل لدقائق وتبدأ الحالة بمعدل تنفس سريع؛ نتيجة انفعال أو توتر أو غضب أو بكاء، ويحدث مع تلك الحالة بعض التغيرات في أملاح الدم، وأهمها الكالسيوم، وهي حالة self limited، بمعنى أنها تخف وتختفي من تلقاء نفسها بعد محاولة التنفس البطيء العميق مثل التنهيد.

ولتجنب مثل تلك الحالات يجب التحكم في الانفعالات والسيطرة عليها، مع ضرورة العمل على تناول حبوب الكالسيوم 300 مج مرتين في اليوم لمدة شهرين، مع تناول كبسولات فيتامين د الأسبوعية 50000 وحدة دولية لمدة 2 إلى 4 شهور، وشرب المزيد من الحليب، وضرورة التحكم في الانفعالات والتنفس ببطء، والتنهيد عند المواقف الانفعالية، والوضوء يطفئ الغضب كما يطفئ الماء النار كما أوصى بذلك المصطفى الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه.

ولا مانع من تناول مقويات للدم مثل: materna، وتناول كبسولات، وأخذ حقن neurobion في العضل يوما بعد يوم؛ لتغذية الأعصاب والتغذية الجيدة، وتناول الكثير من الفواكه والخضروات والحبوب مثل: الشوفان والجريش والبروتين الحيواني، وتناول عصير الجزر، والبرتقال الذي يحتوي على فيتامين A& C بكثرة.

مع ضرورة المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء، والذكر وممارسة الرياضة بشكل منتظم خصوصا المشي كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.

وفقك الله لما فيه الخير.