السؤال
السلام عليكم.
أعاني منذ مدة طويلة من حالة كانت تأتي في وقت معين في السنة، حيث ألازم الفراش لمدة ثلاثة أيام دون أكل، وأشعر بحزن شديد، وأيضا أرى كل شيء صعبا، حتى لبس الثوب يشق علي، بعدها بدأ الأمر يخف، ولكنه بدأ يستمر، فذهبت إلى دكتور، ووصف لي أدوية نسيت اسمها، ولكونها تشرى لم أستطع شراءها، وشخص الحالة بتقرير كالتالي:
أعاني من اكتئاب مزمن، مع أعراض قلق، مع اضطراب في النوم، وأعراض جسمية أخرى، وبعد ذلك أخذت تربتوزول 50 مج من أحد أقاربي، وفتحت ملفا بمستشفى نفسي، وطلبت العلاج نفسه، واستمريت لثلاث سنوات فتحسنت قليلا، زاد وزني قليلا، ولكني بدأت أخيرا برهاب من المجتمع، وبدأت أتجنب الناس والاجتماعات.
والآن أستخدم (indicardin10mg) حبة صباحا وحبة مساء، وكذلك نصف حبة مساء من حبوب ميرزاجن 30 مج، ولكن نزل وزني، ولم أر تحسنا، وكانت المدة شهرين ونصف الشهر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mubarak حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي: أعراضك هذه في ملامحها العامة هي أعراض قلق اكتئابي، أحسب أنه من الدرجة البسيطة، وأنت ذهبت إلى الدكتور سليمان الصغير، وهو طبيب ممتاز جدا، وأعتقد أنك في حاجة لمتابعة، المتابعة الطبية النفسية مفيدة، مقابلة الطبيب تؤدي إلى دعم نفسي كبير جدا، وفي ذات الوقت يطمئن الإنسان أن علاجه الدوائي تحت الإشراف الطبي الصحيح، لتعدل الجرعات، أو يتم التوقف عن الدواء متى ما كان ذلك صحيحا ومطلوبا.
أنت الآن تتناول أدوية ممتازة، دواء الـ (مزاجين Mazagan) وهو الـ (ميرتازبين Mirtazapine) دواء ممتاز، وهو يحسن من الشهية كثيرا للطعام، كما يحسن النوم، ويحسن المزاج.
والدواء الآخر هو الـ (بروبرانلول Propranlol) وهو الـ (إندرال Inderal) دواء أيضا جيد لعلاج الآثار الجسدية للقلق.
أعتقد -أيها الفاضل الكريم– الذي تحتاجه الآن هو أن تذهب وتقابل طبيب الرعاية الصحية الأولية لتجري الفحوصات الطبية العامة، لا بد من معرفة وظائف الغدة الدرقية، حيث إن زيادة نشاطها في بعض الأحيان يؤدي إلى انخفاض الوزن ويؤدي إلى القلق الاكتئابي.
تحديد نسبة السكر، نسبة الدم، وظائف الكبد، الكلى، مستوى فيتامين (ب12) وفيتامين (د)، ومستوى الدهنيات؛ هذه –أخي الكريم مبارك– فحوصات بسيطة وفحوصات أساسية، فاذهب للطبيب لتطمئن على صحتك الجسدية.
وفي ذات الوقت نظم وقتك، النوم الليلي المبكر دائما يجدد الطاقات الجسدية والنفسية، ويساعد على زيادة الوزن، ممارسة الرياضة أيضا مهمة جدا بالنسبة لك، تحسن من دافعيتك، تحسن من نشاطك البدني ونشاطك النفسي، وتجعلك أكثر إقداما وقبولا للحياة.
هذه –يا أخي– هي الأشياء التي أنصحك بها، فواصل العلاج، والدواء سليم جدا، وكما ذكرت لك المتابعة نعتبرها أمرا ضروريا، ولا تعطل حياتك أبدا، مهما كانت المعاناة ومهما كانت الأعراض، كن شخصا فعالا، وناجحا في عملك وفي تواصلك الاجتماعي، احرص على الصلاة في وقتها، والحمد لله تعالى أنت لديك الأسرة، فأسباب الإيجابية لديك موجودة، فأرجو أن تستفيد منها لتعيش حياة طيبة وهانئة وسعيدة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.