السؤال
السلام عليكم.
ابني عمرة خمس سنوات، ويعاني من صرع عام في المخ، ولكنه لا يتشنج فهو يغيب عن الوعي فقط، وحدثت له هذه الحالة مرتين فقط في 6 شهور، بينها فاصل 6 شهور، وأعطاه الدكتور ديباكين 200 مجم على جرعتين صباحا ومساء، فهل للديباكين تأثير على القدرات العقلية للطفل والتعلم بالأخص؟ وهل هناك أدوية أخرى تكون تأثيراتها الجانبية أقل؟ وماذا عن علاج تيراتام ولاميكتال؟
هل ألغي تعليم ابني في مدراس اللغات وأحوله لمدارس عربي خوفا من انخفاض قدراته العقلية؟ أم أستمر على ما هو عليه؟
جزاكم الله عنا كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك – أخي الكريم – في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لهذا الابن العافية والشفاء.
أيها الفاضل الكريم: أول ما أنصحك به حول الرعاية الطبية لهذا الابن هو أن يشرف على علاجه أخصائي الأطفال المختص في أمراض الأعصاب لدى الأطفال، وهذا التخصص موجود، والأطباء في هذا المجال هم الأفضل والأجدر لتقييم حالة ابنك ووضع الخطة العلاجية اللازمة بالنسبة له.
بالنسبة للعلاج: أيا كان الدواء الهدف هو ألا تحدث أي تشنجات صرعية، أو ألا يكون هنالك أي نشاط صرعي، حتى وإن لم يظهر ذلك في شكل تشنجات.
الغياب عن الوعي معروف أنها نوع معين من الصرع، والـ (دباكين Depakine) دواء ممتاز، فإذا كانت استجابة الابن لهذا الدواء بالصورة المطلوبة، فأرجو أن تستمر على العلاج وتتبع الإجراءات والنصائح الطبية، وقطعا الجرعة تحسب حسب وزن الطفل.
ليس هنالك داع لتناول الـ (تريتام TIRATAM)، أو الـ (لاميكتال Lamictal)، الدباكين دواء ممتاز، ودواء فاعل جدا، فقط الأمر يحتاج منك – كما ذكرت لك – للمتابعة الطبية وبعض الفحوصات المختبرية، مثلا: وظائف الكبد – على وجه الخصوص – يجب أن تقوم بإجرائها كل ستة أشهر مثلا، وإن كان هنالك بعض الارتفاع في الأنزيمات فلا تنزعج لهذا الأمر، هو طبيعي جدا مع الدباكين.
أنا متأكد أن الطبيب على إدراك ووعي تام لتقديم أفضل رعاية لهذا الابن – حفظه الله – وكما ذكرت لك: الهدف الأساسي هو ألا يتعرض لأي نشاط صرعي.
أيها الفاضل الكريم: الصرع بصفة عامة لا يؤدي إلى خفض المقدرات المعرفية أو الاستيعاب الأكاديمي، هذا بخلاف ما يعتقد بعض الناس، لكن إذا تكررت النوبات وأدت إلى انقطاع الأكسجين من الدماغ لفترات متكررة، هذا قد يمثل عبئا حقيقيا على إدراك واستيعاب الطفل وتركيزه، لذا – أكرر مرة أخرى – التحكم في النشاط الصرعي يجب أن يكون كاملا، وحتى إن احتاج الطفل لأكثر من دواء فهذا أمر معروف ومطلوب في بعض الحالات، أو إذا احتاج لتغيير الدواء، فهذا يمكن أن يقوم به الطبيب.
تربويا أخي الفاضل: عامل طفلك بصفة طبيعية جدا، وصي والدته ألا تفرضوا عليه حماية مطلقة، لا، الحامي والحافظ والراعي هو الله تعالى، وأنتم تعاملوا مع الطفل حسب المقتضيات التربوية: يجب أن يحفز، أن يشجع، ولكن يجب أن ينهى أيضا عن الخطأ أيضا، هذا مهم جدا - أيها الفاضل الكريم - .
بالنسبة للدراسة: أنا حقيقة أفضل أن يتعلم الطفل لغة أمه أو لغته، وهو في هذه الحالة اللغة العربية، وأفضل للطفل أن يكون على لغة واحدة، هذا يساعد من إدراكه كثيرا، وبعد عمر السبعة أو ثمانية سنوات يمكن أن يتعلم لغة أخرى، هذا هو الذي أفضله، ولا أعتقد أن اللغات الأجنبية تنشط من مقدرات الطفل، هذا ليس صحيحا - أيها الفاضل الكريم – علمه لغته العربية، علمه لغة القرآن، علمه القرآن، دعه يطور مهاراته في هذا السياق، ويجب أن تكون له فرصة للعب، اللعب المفيد، اللعب التعليمي، خاصة مع أقرانه من الأطفال.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.