السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا بعمر 19 سنة، بدأت قصتي منذ سنة ونصف، بدأت بنزيف حاد من الأنف، كان يصل النزيف لـ 10 مرات أو أكثر يوميا، وبكميات كبيرة! وألم شديد في مؤخرة الرأس، ما يفارقني أبدا، وألم شديد في قلبي، ويزيد الألم إذا تنفست بعمق، كانت تجيئني مثل الطعنة تفقدني توازني من قوتها، فذهبت إلى المستشفيات وعملت تحاليل شاملة، والنتائج سليمة تماما -ولله الحمد-، وأخذت أدوية لأجل النزيف، وخف -والحمد لله-.
صار يأتيني النزيف كل فترة وبدون سبب، وعملت أكثر من مرة تخطيط نبضات القلب، والنتيجة سليمة، وكنت أحس بألم شديد وزيادة بنبضات قلبي.
بدأت أراقب الضغط والسكر، وتفاجأت أن الضغط منخفض وأحيانا يصل إلى 90/50 ولا يزيد أبدا عن 110/70 والسكر وأنا صائم كان يصل لـ 9، وبعد الأكل بفترة كان يهبط ويصل أحيانا لـ 3، ومع كل هذا كنت أحس كأن نارا تمشي بعروقي وجسمي كله.
بدأ عندي ألم شديد في المعدة، لا آكل أي شيء من قوة الألم، وأحس بنبضات قوية بالمعدة ودوران، وقيء كله دم، والبراز فيه دم أحيانا، ويكون بكميات كبيرة، وأحيانا يكون فيه دم يميل للسواد الشديد.
أجريت كل الحلول ولم أستفد! أرجو الإفادة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فزاع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لديك نزف متعددة في أكثر من مكان في الجسم على الأغلب، ومنها الأنف، واحتمال أيضا من المعدة، وعلى هذا لا بد من تقييم شامل يتضمن الفحص بالمنظار للأنف، والجيوب الأنفية، بالإضافة للتصوير الشعاعي البسيط، والطبقي المحوري.
كما لا بد من استشارة اختصاصي الأمراض الهضمية أيضا للبحث عن مصدر للنزف، بدءا من المريء ونزولا للمعدة والأمعاء، والاحتمال الآخر أن مصدر النزف هو الأنف فقط، ويتم بلع الدم ثم يتسبب بتخريش المعدة والإقياء، بالإضافة لتلوين البراز باللون الأسود القاتم الزفتي.
أما إن كان هناك دم صريح وأحمر اللون في البراز فمصدر الدم هو المعدة، ولا بد عندها من تنظير الأمعاء، وهناك عدة أسباب للنزف من الأنف، أهمها الهشاشة الوعائية الدموية، حيث تتمزق الأوعية الدموية في مقدمة حاجز الأنف، وقد ينتج عندها نزف غزير أحيانا.
هناك أسباب تتعلق بانحراف الحاجز الأنفي حيث يتسبب هذا الانحراف بجفاف في مكان الانحراف، وتتشقق المخاطية الأنفية في هذ المكان، ويحصل النزف، وثم أسباب مرتبطة بارتفاع الضغط الدموي غالبا لدى كبار السن.
لا بد من التحاليل الدموية التالية: تعداد دم شامل, زمن النزف والتخثر, زمن البروثرومبين؛ للتأكد من أنه لا توجد مشكلة في تخثر الدم، سواء في الصفيحات الدموية أو في عوامل التخثر.
أما بالنسبة لبقية الشكايات من هبوط الضغط، ومن شكايات هضمية؛ فلا بد من استشارة اختصاصي الأمراض الداخلية والهضمية.
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.