السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا فتاة عمري عشرون سنة، أعاني من الوسواس القهري، ولا أشعر بالراحة في النوم، أرى الكثير من الأحلام، وأحاول تجاهلها، لا أستطيع النوم في الظلام، وفي بعض الأحيان أشعر بأن هناك شخصا يريد قتلي، أو أن هناك جنا في المكان، ولدي ميول انتحارية، ولكن خوفي من النار يردعني، ولدي مشاعر غريبة، فعندما أحزن أتعمد إيذاء نفسي، وأنعزل عن الجميع، وقد أجلس على السرير لعدة أيام، أتناول طعامي وشرابي فوق السرير، دون أن أخرج من الغرفة أبدا.
حاولت الخروج من عزلتي، ولكنني لم أستطع، ولم يعد لدي أصدقاء، وتأثرت دراستي، وكثيرا ما أوسوس بأشياء كثيرة مثل: هل الباب مقفل أم لا، وأوسوس أن لدي رائحة كريهة، وأنسى كثيرا، وأكرر الأسئلة عدة مرات، وأشعر بالخوف من رؤية الأبواب المفتوحة، ولا بد أن تكون مغلقة، وأتوهم المرض، ودائما أذهب للمستشفى بسبب خوفي، أشعر بأنني فقدت طعم الحياة.
قرأت اليوم مقالة عن الوسواس القهري، فوجدت المقالة كأنها تصف حالتي، أريد الخروج من تلك الحالة، ولكنني لا أعرف كيف ذلك؟ وأرغب في التواصل مع طبيب يتابع حالتي عبر الواتس أب دون الذهاب للعيادة، فكيف السبيل لذلك؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب.
خلاصة رسالتك تشير أن لديك أعراضا قلقية وكذلك وسواسية، مع مزاج اكتئابي وتفكير سلبي، هذه الحالة -أيتها الفاضلة الكريمة-تعالج، وتتطلب منك الجهد النفسي والاجتماعي، بأن تثقي في مقدراتك، وأن تعرفي أنك أنت التي تستطيعين تغيير نفسك، لا أحد يغيرك أبدا، فإن الله -سبحانه وتعالى-: {لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، يجب أن تجعلي لحياتك معنى من خلال التخطيط السليم لإدارة المستقبل، والتزود بالعلم والدين هي أعظم المكتسبات التي يمكن أن يكسبها الإنسان، فكوني جزء فعالا وحقيقيا في أسرتك.
أزعجني حديثك عن الأفكار الانتحارية، هذا الكلام حقيقة يزعجنا كثيرا، وإن كنا نعرف أن شبابنا -أولادنا وبناتنا- لا يقدمون على الانتحار أبدا، ولا أريد لهذه الكلمة أبدا أن تكون جزء من منظومتك اللغوية، والحرص على الصلاة في وقتها يعطيك دافعية إيجابية، وبر الوالدين يحسن كثيرا من إدراكك، وكثيرا ما يفيدك في المزاج، فيجب عليك أن تضعي خطة واضحة لإدارة الوقت، ولا تطاوعي نفسك أبدا في التكاسل والنوم، هذا أمر مرفوض تماما، والإنسان يجب أن يستفيد من طاقاته، وأرجو أن تذهبي لمقابلة الطبيب، ولست في حاجة لطبيب نفسي، إنما طبيب الرعاية الصحية الأولية، وطبيب الأسرة، يمكنهم توجيه المزيد من الإرشاد لك، وأعتقد أن تناول أحد محسنات المزاج لفترة قصيرة سيكون كافيا جدا.
بالنسبة للصداقة والمصاحبة واتخاذ الأخلاء: الإنسان يقدم على ذلك، الصداقات تبنى وتصنع مثل السعادة، ولدي اقتراح بسيط جدا لك: اذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن، وهي كثيرة جدا في المملكة العربية السعودية، سوف تجدي الصالحات من الشابات ومن النساء، وهنا تبن رفقة اجتماعية صالحة وممتازة، أما بالنسبة لموضوع المتابعة على الواتساب، فهذا غير متوفر لدينا في إسلام ويب.
بارك الله فيك وجزاك خيرا، وبالله التوفيق والسداد.