السؤال
السلام عليكم
أعاني من صرع جزئي في النصف الأيسر من الدماغ منذ سنتين، وأتناول دواء كيبرا منذ 5 أشهر، وقبله كنت أتناول ديباكين وتريلبتال، ولكن في الأيام الأخيرة أصبحت أنسى ما الذي حدث في فترة معينة من اليوم، مثلما كان يحصل لي في حالات الشرود الذهني بعد نوبات الصرع.
مع العلم أن النوبات لم تنتابني منذ أكثر من ثلاثة أشهر، فما سبب هذا الشرود؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
Trileptal ترايلبتال هو أحد الأدوية المضادة للصرع، وكذلك دواء ديباكين، وهي أدوية يجب تناولها لفترة قد تصل إلى عامين لضمان عدم تكرار نوبات الصرع مرة أخرى، ويعمل العلاج على منع تكون نوبات الصرع، لذا فهو يستخدم (كعلاج وحيد أو مع علاجات أخرى) في السيطرة على أنواع معينة من نوبات الصرع، ولا يعمل العلاج على الشفاء من مرض الصرع، ولكن يساعد على التحكم في النوبات من حيث تقليل تكرارها، لذا لا يجوز التوقف عن تناول العلاج دون استشارة الطبيب بمجرد تحسن حالة المريض، إذ قد تعاود النوبات بالظهور بعد التوقف عن العلاج.
ومسألة الشرود الذهني والنسيان تحتاج إلى تنظيم الغذاء، وتناول أطعمة تحتوي على مواد مضادة للأكسدة مثل: الفواكه السوداء، وعصير البرتقال والليمون الطازج الذي يحتوي على فيتامين C، بالإضافة إلى تناول كبسولات اوميجا3، والإكثار من تناول أسماك السردين والماكريل والسالمون التي تحتوي على اوميجا3، مع تناول الحبوب مثل: الشوفان الغني بفيتامين ب المركب.
وضرورة فحص صورة الدم CBC، وتناول مقويات للدم في حال وجود فقر الدم؛ لأن سوء التغذية وفقر الدم يؤديان إلى الشرود والنسيان، والذاكرة مثل الجسم تحتاج إلى تغذية، وغذاء الجسم أو الجسد هو الطعام الصحي، وذلك من خلال تناول الطعام قليل الدسم، والخضروات والفواكه، والسردين والسلمون الذي يحتوي على اوميجا 3 لتقوية الذاكرة، مع تناول العسل وحبة البركة والأعشاب مثل: القرفة والزنجبيل والكمون، ويمكن إضافة ذلك على الخضار المطبوخ أو السلطات، مع ممارسة الرياضة بصفة دورية، وعلى رأس ذلك المشي.
وليس هناك ما يسمى بالذاكرة الضعيفة والذاكرة القوية، ولكن هناك تدريب للذاكرة على الحفظ والفهم بوسائل عدة، منها: التكرار، مع ربط ما ندرسه بمواقف وتوقيتات ورموز يمكن التدرب عليها، وعلى سبيل المثال: لتذكر أسباب موضوع معين يمكن تكوين كلمة من الحروف الأولى في بداية تلك الأسباب، وعن طريق تذكر حروف تلك الكلمة يمكن تذكر بداية السطور والجمل، وهكذا.
وهناك تمارين لتقوية الذاكرة والحفظ يتدرب عليها الحفاظ، وهي: التكرار، بمعنى تكرار الآية الواحدة 20 إلى 25 مرة متوالية، حتى يمكن إدخال الآية من الذاكرة المؤقتة Short Term Memory إلى الذاكرة المستديمة Remote memory، والدليل على ذلك أن فاتحة الكتاب لا يمكن أن ننساها ونحن نكررها 17 مرة في الفرائض غير السنن، ولكن السور والآيات حديثة الحفظ يمكن نسيانها بسرعة ما لم نكررها كثيرا.
وبالإضافة إلى التكرار والقراءة الكثيرة هناك تدريبات يمكن القيام بها لتقوية الذاكرة، مثل: التركيز على صورة معينة، ومحاولة معرفة كل تفاصيلها، مثل أشكالها، وألوانها، وظلالها، وبعد ذلك أبعدي الصورة من أمامك، وحاولي تذكر كل التفاصيل التي شاهدتها في الصورة قبل ذلك، مع إعادة ذلك التمرين عدة مرات، وهو تمرين جيد.
وهناك تمرين آخر، وهو عملية العد العكسي من رقم 100 إلى 1، وكلما تم الاختبار بسرعة كلما كان أفضل لتقوية الذاكرة.
وهناك أيضا العمليات الحسابية الشفوية من الجمع والطرح والضرب والقسمة وبشكل سريع، وكلما أسرعت في الإجابة على تلك العمليات الحسابية كلما تم تقوية الذاكرة.
وفقك الله لما فيه الخير.