التربية القاسية في الطفولة سبب الخوفٍ والإحساس بعدم الأمان في الكبر

0 304

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة، أعاني من التوتر عند الذهاب إلى الزواجات، أو المناسبات، أو الجامعة، ولا أقدر أن ألقي البحوث؛ بسبب ازدياد دقات القلب، وقد خسرت الدرجات بسبب هذا المرض، علما بأني شبه منعزل عن الناس، فلا أخرج مع أصحابي، ولا أقابل أحدا إلا نادرا، وإذا ذهبت إلى أصحابي أصاب بتوتر، وأخرج من عندهم بسرعة، ولكن أتكلم بشكل عادي.

إذا مشيت في مكان عام أحس أن كل الناس تنظر إلي، علما بأني منذ الصغر كان أبي يضربنا، ويستهزئ بي أمام أقاربنا، أما قبل أربع سنوات فكانت حالتي أخف من كذا، فقد كنت أذهب إلى أصحابي، لكن مع وجود التوتر، والآن ازداد عندي، وإذا قعدت بين مجموعة من الناس، أو بين أقاربنا أقعد ساكتا، ولا أحدث أحدا.

أتمنى أن تشخص حالتي.

ولك جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالتربية القاسية في الطفولة -خاصة الضرب والعنف- وتقليل الشأن أمام الغرباء يؤدي إلى خوف وإحساس بعدم الأمان عندما يكبر الشخص، وقد يكون هذا إحدى العوامل التي سببت ما تعاني منه.

ما تعاني منه يعرف باضطراب القلق أو الرهاب الاجتماعي (Social anxiety disorder) وهو كما ذكرت وصفته: حالة من الارتباك والقلق، وأعراض التوتر عندما تكون أمام جمع من الناس، وإحساس بأن الناس ينظرون إليك وينتقدونك.

الآن حصلت نقلة كبيرة في علاج هذه الحالات، إذ إن العلاج لا ينظر إلى الأسباب أو يحاول معالجة الأسباب، ولكن يحاول تغيير الحالة، وتغيير الأعراض التي تعاني منها، وهذا يسمى بالعلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavior Therapy)، وفي مجمله يتم تحليل المواقف.

وقد ذكرت أكثر من موقف، وذلك عند مقابلة طبيب يطلب منك أن تصف المواقف وصفا دقيقا، ما هي المواقف التي تجد صعوبة شديدة جدا في مواجهتها، وما هي المواقف التي تواجهها بصعوبة أقل، ترتب هذه المواقف حسب درجات الصعوبة، وتبدأ في المواجهة من الأقل صعوبة، حتى يذهب القلق، وتجتاز هذا الموقف، ثم تتدرج إلى الأكثر صعوبة فالأكثر صعوبة.

عادة ما يحدث نوع من القلق في بداية التعرض للموقف الذي تواجهه، ولكن هذا القلق تدريجيا يتلاشى، ويكون أفيد لو تم تناول حبوب مع هذا العلاج السلوكي المعرفي، ويمكن أن تتناول مثلا دواء يعرف تجاريا باسم (إندرال Inderal) ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol) عشرة مليجرام؛ لأن الإندرال يقلل من خفقان القلب والرجفة، وتستمر في المواجهة مع تناول الإندرال، والإندرال ليس له أعراض جانبية خطيرة، ولكن إذا كان عندك ربو فينصح بعدم استعماله، إذا كنت تعاني من الربو الشعبي، وإلا فتناول الإندرال عشرة مليجرام، ثلاث مرات في اليوم، مع الاستمرار في المواجهة تدريجيا ينتهي هذا القلق، وتستطيع أن تواجه هذه المواقف حتى تذهب وتنتهي كل الأعراض التي تعاني منها.

وفقك الله وسددك خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات