معاملة أم الزوج القاسية للزوجة

0 841

السؤال

أنا امرأة متزوجة منذ 2,5 سنة، لدي طفلة بعمر سنة ونصف، وأعيش حياة زوجية سعيدة جدا، ولله الحمد.

مشكلتي هي أم زوجي والتي تتفنن في إيذائي نفسيا، حيث أنني أحس أنها تكرهني جدا وأنها نادمة جدا على زواج ابنها مني، وقد بدأت تعلن ذلك صراحة وأمامي ونحن على سفرة واحدة، مما يجرحني، خصوصا أن الكلام يكون أمام إحدى زوجات أولادها الآخرين، ومرة لمحت إلى أنها تود من ابنها أن يتزوج من فتاة أخرى تمدحها دائما بشكل غير مباشر وأمامي أيضا، وهذا ما يجعل نفسيتي جدا سيئة.

علاقتي بزوجي تتحول إلى الفشل؛ لأنني أحس نفسيا أنه لولا زواجي منه لما تلقيت كل هذه الإهانات، هذا عدا عن السب والشتم عندما أخطىء في أي فعل أو أي قول، فهي تترصد لي الأخطاء بشكل ممل، كما أنها تشتكي أمام الناس من أنها لا تحبذ وجود خادمة في بيتها؛ لأنها على حد قولها تخرب زوجات أولادها، حيث أنهن يعتمدن عليها في أعمال المنزل (تقصد عندما نكون مقيمين معها في أيام الإجازات)، حيث أننا نسكن في مدينة بعيدة قليلا عنهم.

مع العلم والله الشاهد على ذلك أن بناتها هن من يستخدمنها حتى في جلب كأس ماء لأمهن المريضة أو والدهن، ولا تتقبل مني أي فكرة أو رأي، وتكذبني في كل شيء إلا إذا وافق كلامي كلام إحدى بناتها، وتتهمني بقلة الأدب في الحديث معها إذا ناقشتها في أي موضوع يخصني أنا وزوجي، مع أنني والله لا أتحدث إلا بالكلام البسيط المؤدب وبدون علو صوتي عليها.

إذا حدث تقصير من زوجي معها في معاملته صبت غضبها علي وهددت وتوعدت، وقالت: إن ابنها كان أفضل أولادها قبل الزواج، ولكنه فسد وأصبح عاقا بعد زواجه، مما يعني أنني أنا السبب.

مواقف كثيرة لا أستطيع ذكرها هنا، ومعظم ما ذكرت هنا حدث فقط في إجازة عيد الفطر، والباقي في الصيف؛ لأننا لا نبقى عندهم فترة طويلة إلا في الإجازات، مع أننا دائما في سفر لهم طوال العام في بعض أيام (الويك إند)، لكن زوجي يصر على قضاء الإجازات عندهم رغم أنه يعلم بما قد أعانيه مما يجعل هذه الإجازات تعيسة، حيث أنني بدأت أحس بآلام جسدية منذ أن أستيقظ في الصباح وحتى النوم مع عدم وجود أسباب عضوية لذلك، ولا أحس بالراحة إلا عندما نسافر وأنا صامتة حتى عن الشكوى لزوجي مما أعاني، لأنني في بداية الأمر كنت أشكو له عندما أواجه ما لا أستطيع تحمله، فكان يحدثها ويرجوها أن تعاملني كما تعامل بناتها، واللوتي تحملهم فوق رأسها وتشكرهم حتى على كوب الماء، أما نحن فلا.

مع أن هذا الأمر لا يهمني كثيرا لكنها تزداد سوءا في المعاملة، مما جعلني أفضل السكوت، لكن أحيانا من شدة ما أعاني، أضطر للبكاء ليلا وأحيانا يأتي زوجي فيشاهدني أبكي ويسألني عن السبب ولكن لا أستطيع التحدث فيفهم أن أمه السبب ويسكت، وأحيانا يدافع عني عندما تعاملني بقسوة ولكن لا فائدة.

آسفة على الإطالة؛ سؤالي أنني لم أعد أستطيع تحمل المزيد حتى أن صحتي وعافيتي تتدهور عندما نكون عندهم، ولا أسترد عافيتي إلا عندما أعود إلا منزلي، حتى إن كل من يراني يلاحظ الفرق بين ما كنت عليه قبل وما أصبح عليه بعد العودة.

هل أخبر زوجي وأصارحه بما أعاني منها حتى لا تهدم حياتي الزوجية؟ لأنني أفكر أحيانا أن خلاصي من هذا العذاب لا يكون إلا بطلاقي من زوجي وعودتي إلى أهلي معززة مكرمة، حيث أن أهلي لم يوجهوا لي ربع ما وجهته لي من إهانات؛ وأرجو أن لا تقول لي: اصبري فللصبر حدود، ولكل إنسان طاقة وأنا أوشكت على النهاية.

هل من حقي أن أطلب من زوجي عدم قضاء الإجازات الطويلة عندهم؟ خصوصا أننا كما ذكرت نسافر دائما، (الويك إند) فلا داعي لتك الإجازات الطويلة.

أرجو منكم الرد السريع لأنني كلما قرب وقت السفر لهم أقضي ليلي في البكاء، وأحس بضغط نفسي شديد واكتئاب إذا صح التعبير عما أعانيه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ المهتدية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا، ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصرف عنك هذا السوء، وأن يعافيك من هذا البلاء، وأن يصلح ما بينك وبين حماتك.

بخصوص ما ورد برسالتك، فأتصور أنك مثل غيرك من أخواتك الكثيرات اللواتي قدر لهن عدم التوافق مع أمهات أزواجهن، مما يعكر الصفو، ويذهب بالراحة، ويعصف بالسعادة، ومرد ذلك في غالب الأحايين إلى شعور أم الزوج بعدم الرغبة أو الراحة مع زوجة ولدها؛ لأسباب غالبا ما تكون واهية، وعلى رأسها أنها كانت ترشح له زوجة أخرى، ثم فوجئت بأن الرياح جرت على عكس مرادها، فتظل تحمل في نفسها مرارة الهزيمة من وجهة نظرها، وتظل تضرب على وتر الزواج من أخرى أفضل وأجمل وأحسن، وإن كان الأمر على خلاف ذلك، والضحية في واقع الأمر هو ولدها المسكين الذي لا يدري مع من يقف، وضد من يقف! أيقف مع أمه وهو لا يستطيع أن يعقها أو يغضبها لظروفها ومكانتها، أم يقف مع زوجته التي قد يرى أنها مظلومة ولكنه لا يستطيع أن يقتص لها من أمه؟!

إنها فعلا حيرة وشتات وتعاسة، والأمران أحلاهما مر، وأهونهما أصعب من الصعوبة، فلكل طرف حق، وغالبا ما تكون الزوجة هي الضحية؛ نظرا لأنها الحبيبة والخليلة والصاحبة والصديقة التي تقف مع زوجها ولا تتخلى عنه، ولا تنغص عليه حياته، ولا تزيد من أعبائه.

لذا أرى أن تستبعدي فكرة الطلاق تماما، ولا تجعليها تمر بخاطرك مجرد مرور عابر، وقفي مع زوجك وسانديه بكل قوة، وتحملي من أجله ما دام يستحق ذلك، ولا مانع من عرض فكرتك التي مفادها (أنكم ما دمتم تذهبون في عطلة الأسبوع فلماذا الإجازات الطويلة؟) صارحيه بهمومك، وبيني له حجم معاناتك، وأعلميه أنك من أجله تتحملين أكثر من ذلك، ولكن قواك أصبحت لا تقوى على ذلك، أعرضي عليه هذه الفكرة أو الفكرة الثانية، وهي أن يذهب وحده غالب أو معظم الزيارات، ويدعك عند أهلك أو في مسكنك إن كان مأمونا، أو على الأقل يحدث والدته ويطلب منها تغيير هذه المعاملة أو الحد منها.

عليك فوق ذلك بالدعاء أن يعطف قلبها عليك، وأن يكف أذاها عنك، وأن يشرح صدر زوجك لقبول كلامك، وأن يعينك بمزيد من التحمل.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات