بعد وفاة أحد أصدقائي صرت أخاف من الموت وأفكر فيه كثيراً

0 148

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشعر بالموت القريب، وأشعر أن كل ما حولي هو علامات لهذا كمثال وجود جنازة أمامي.

في البداية أنا قد قمت بعمل فرد كيميائي لشعري، وأصبت بالتهاب في فروة الرأس، وشعرت بالصداع وعندما ذهبت للطبيب أخبرني أنه التهاب في الأعصاب وأعطاني الدواء، وحمدا لله قد شفيت.

مجرد التفكير في مادة الفومالين، خاصة أنني مريض بالتوهم، خاصة التوهم المرضي يجعلني أفكر في الموت، وهذه الأيام أنا لا أفكر في أي شيء إلا الموت خاصة أني أعرف أن المؤمن يشعر بدنو أجله، لكني وبصراحة لست متقربا إلى الله.

أنا الآن لا أستطيع النوم، لأني أشعر أن الموت سيأتيني مفاجئا أثناء نومي، أنا تقريبا لا أنام بسبب كثرة التفكير، أصبحت دائم الاكتئاب، لا آكل ولا أشرب ولا أنام، ولا أستطيع التركيز في مذاكرتي، علما أني في المرحلة الثانوية، وأشعر بالغثيان وضعف القلب أثناء الخوف، أخاف من الموت خوفا من العذاب في القبر، وأيضا لأني أحب الحياة.

التفكير السلبي في الموت المفاجئ والخوف منه يسيطر على حياتي، خاصة بعد الموت المفاجئ لأحد أصدقائي منذ يومين،
من فضلكم أحتاج علاجا لهذه الحالة، فقد أثرت على حياتي بشكل دائم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود القوضي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله تعالى أن يحفظك، وأن يطيل عمرك في عمل الصالحات.

أيها الفاضل الكريم: هذا الذي تتحدث عنه هو خوف وسواسي، لا مبرر له، أمر يجب أن تحقره ولا تهتم به أبدا، أعرف أن الفكرة استحواذية، أعرف أنها فكرة شديدة، فرضت نفسها عليك، لكن يمكنك أن تتخلص منها، لا تعريها اهتماما، وقل لنفسك: (خوفي من الموت سوف يكون خوفا شرعيا، وليس خوفا مرضيا) والخوف الشرعي هو الخوف الذي يدفعك لأن تحرص على أمور دينك: الصلاة في وقتها، الاستغفار، الدعاء، الأمر بالمعروف، النهي عن المنكر، بر الوالدين، حسن معاملة الناس.

هذا – يا أخي الكريم – هو الخوف الشرعي من الموت، وهذا نفضله، أما الخوف المرضي فتخلص منه من خلال: أن تدرك إدراكا يقينيا أن الأعمار بيد الله، لا أحد يعرف وقت موته، لا أحد يعرف أجله، والخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان ولا ينقص منه شيئا.

وعليك أن تحرص دائما على فعل الصالحات، احرص على ما ينفعك وينفع غيرك، اجعل لحياتك هدفا، يجب أن تكون إنسانا كيسا ومخططا لتدير وقتك وتدير مستقبلك، احرص على النوم الليلي المبكر، ومارس الرياضة، وسع من علاقاتك الاجتماعية الراشدة، وهذا كله يساعدك كثيرا.

أيها الفاضل الكريم: أنت لم تذكر عمرك، والأدوية استعمالها يتطلب معرفة العمر، لكن يمكنك أن تذهب الآن إلى طبيبك، الطبيب النفسي يعطيك الدواء الذي يناسبك حسب عمرك وحالتك، أنت سوف تستفيد كثيرا من مضادات قلق المخاوف الوسواسي، ومنها دواء يعرف تجاريا باسم (مودابكس Moodapex)، هكذا يسمى في مصر، واسمه العلمي (سيرترالين Sertraline).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات