السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ما رأيكم بزواج فتاة معافاة صحيحة، من شاب مصاب بمرض بهجت؟ علما بأن الفتاة مقتنعة بأن المرض من الله، ولا ذنب للإنسان به، كما وأنها مقتنعة بأن قدر الإنسان يصيبه بأي وقت، وبأي شكل، بمعنى لو تزوجت برجل صحيح فمن الممكن بعد فترة قصيرة تظهر لديه أمراض، أو يتعرض لحادث، فهذا قدر، وبعد استخارة الله تعالى أصبحت تقول لنا كيف لو كنت أنا مكانه أو أحد إخواني؟ وأنت تعلم أن أي والدين يتمنيان الأفضل لأبنائهم، وخاصة الفتاة.
انصحوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وردة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لكم الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.
لاشك أن قرار الزواج والاختيار فيه حق للشاب وللفتاة، ودورنا كأولياء وأهل وأصحاب دور إرشادي وتوجيهي، وليس لنا أن نقف في طريق الشاب والفتاة إلا إذا كان هناك إشكال وخلل شرعي، والشريعة تعطي هذا الحق للشاب وللفتاة؛ لان التلقي إنما يكون بين الأرواح، وهي جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، فإذا حصلت الرؤية الشرعية، وجاء الانشراح والقبول والارتياح؛ فلا نملك إلا أن نقول لم ير للمتحابين مثل النكاح.
وإذا كان في الشريك عيب، ورضي به الطرف الآخر؛ فالأمر راجع إليه، وقل أن تفوز الفتاة بشاب خال من العيوب، ويصعب على الرجل أن يجد امرأة بلا نقائص، ولكن طوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته.
ورغم أنه لم يتضح لنا نوع المرض وتأثيراته؛ إلا أن رضا الفتاة بالرجل بعد علمها بالمرض أو العيب حاسم للأمر، والأهل يشكرون على نيتهم في إرادة الخير والأفضل لابنتهم، ونسأل الله أن يسعدها ويوفقكم.
وهذه وصيتنا للجميع بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لها الخير ثم يرضيها به.