السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة أحب التعرف على الناس، وعندما يقتربون مني أشعر بالملل والنفور منهم، وأبحث عن مصادقة غيرهم، أحيانا لا أجد من زميلاتي في الفصل من أجلس معها، والسبب أنني أترك الجميع، فأنا أكره أي صديقة لا تجلس معي كثيرا، فأتركها لاشعوريا.
لا أحب تدخل الآخرين في خصوصياتي، ويظهر ذلك واضحا في وجهي، حيث أنني أتجاهلهم، ولا أركز في حديثهم، وكذلك لا أحب النقاشات الطويلة، فبعد ثلاث دقائق أشعر بالملل من أي حديث، وأرغب في الابتعاد، ولكنني أحب التحدث عن نفسي، وأرتاح عندما أجد شخصا يستمع إلي، رغم أنني لا أجيد مهارة الاستماع.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ noon122 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتناالكريمة- في موقعك، وأشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
لا شك أن المؤمنة التي تخالط وتصبر خير من التي لا تخالط ولا تصبر، والتفاعل مع الزميلات مطلوب، ولكن وفق القواعد الشرعية، فمن الناس من مخالطته داء لكونها صديقة سوء، ومنهن من مخالطتها كالدواء تحتاجين إليها في بعض الأوقات، ومنهن من مخالطتها كالغذاء، ومنهن من مخالطتها كالهواء، فكوني مع الصالحات، واصبري عليهن كما يصبرن عليك، واحمدي الله الذي ساقهن إليك، وتعاقدي وتعاهدي معهن على النصح، والتواصي بالحق والصبر، واعلمي أن الصداقة الناجحة ما كانت لله وبالله وفي الله وعلى مراد الله.
أما بالنسبة للضيق الذي يعتريك عندما تتكلم إحداهن عن نفسها، فهو أمر طبيعي، فالناس يكرهون من يتحدث عن نفسه كثيرا، وينفرون منه، وننصحك بترك هذه العادة، لأن الإنسان ما ينبغي أن يتكلم عن إنجازاته إلا عند الحاجة، كمقابلة من أجل العمل أو إجابة عن سؤال، أو نحو ذلك من المواقف المشروعة، ومن العقل والوعي المحافظة على صحبة الصالحات، والشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد.
أما بالنسبة لمهارة الاستماع: فمن المفيد التدرب عليها، وكلنا بحاجة لتلك المهارة، ويؤسفنا أن نقول: إن الدراسات تشير إلى أن الإنسان الشرقي غالبا ما يقاطع بعد سبع دقائق، أما الغربي فلا يتدخل ويقاطع إلا بعد اثنتي عشرة دقيقة.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واستخدام الأوقات واللحظات فيما يقرب إلى الله عز وجل، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.