أريد دواء يخلصني من الوسواس القهري.

0 311

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من وسواس قهري منذ مدة طويلة، حوالي 10سنوات، وعمري 21 سنة، لم أكن أعرف في البداية أنني مريضة بالوسواس القهري، لكن عرفت بعد ذلك من خلال النت الأعراض، وعمري حينها 10 سنوات، كنت قد تعلمت الصلاة، وأحبها، وأصليها في موعدها، فتحول الأمر إلى وسواس في الصلاة، وأصبحت أكررها، وأكرر الوضوء، حتى أرهق جسديا، وتتبلل ملابسي.

تطور الوسواس وتحول من نوع إلى آخر وهو وسواس النظافة، حيث كنت أطيل في الاستحمام بالساعات، حتى أصبح الاستحمام بالنسبة لي شيئا مخيفا لقسوة تلك الأفكار وشدتها، ثم تحولت الأفكار إلى الخوف من الكلام مع الناس.

كنت أخاف أن أجرح أحدا بكلمة بدون قصد، وكنت أكرر اعتذاراتي للآخرين، حتى وصلت لهذه الحالة في المرحلة الثانوية، وأثرت على دراستي وتحصيلي، حيث كنت أنشغل بماذا قلت للآخرين أكثر من انشغالي بالمذاكرة بسبب الوسواس.

تحطم طموحي، ولم ألتحق بالكلية التي كنت أتمناها (كلية الطب)، حيث كان معروف عني بين عائلتي التفوق، وكثير منهم صدم بمجموعي 87.6 علمي علوم،
فالتحقت بكلية التجارة، فشلت فيها في البداية؛ لأنني لم أكن أرغب فيها، وحصلت على تقدير سيء في البداية،
بعد ذلك ازدادت حالتي سوءا، وتدهورت صحتي، وقلت لأهلي بأنني لا أريد دخول الامتحانات، لأنني غير مستعدة للامتحان، ولم أكن ساعتها قد ذاكرت شيئا من المواد الدراسية، فأجبرني أهلي على دخول الامتحانات، وامتحنت.

لم أكن أرغب فى الذهاب إلى الكلية من الأساس؛ لأنني كنت لا أريد الخروج من المنزل، أو رؤية أي رجل، لأنه كانت تصيبني أفكار جنسية تقنعني بأشياء خاطئة تتنافى مع كل شيء ديني ومجتمعي، وتربيتي أيضا، وأصبحت حينها غير قادرة على صد تلك الأفكار، وكنت عندما أخرج من المنزل أو أمر من أمام رجل تأتيني الأفكار بإلحاح لدرجة أنني صدقت بأنني زنيت مثلا، أو فعلت شيئا يغضب الله، مع أنني أعرف جيدا الحلال والحرام.

لما وصل الوسواس أبى إلى الشرف ومعصية الله أصبحت غير قادرة على التحمل، بكيت بكاء هستيريا، وبعد معاناة شديدة مع أهلي أخذوني إلى دكتورة نفسية، قالت لي الدكتورة: بأنني مريضة بوسواس قهري مصحوب باكتئاب، وأعطتني دواء مودبكس 50مجم.

تعبت في البداية من استخدامه، فأعطتني الدكتورة دواء آخر هو سبراماكس، فشعرت بالتحسن، وأنا الآن أستخدم المودبكس بعلم الدكتورة.

تحسنت على المودبكس أكثر، لكني أشعر عندما أستخدمه بأني فاصلة، وغير منتبهة، ولكن أسمع وأرى، ولظروف مادية أنقطع عن استعمال الدواء وأعود إليه، حدث ذلك أكثر من مرة.

وأنا الآن منقطعة عنه، وتعبت جدا، وغير مرتاحة على استخدامه أو على إيقافه، وغير قادرة ماديا على الذهاب إلى الدكتورة، ولا أعرف ماذا أفعل؟ أشعر الآن وأنا منقطعة عن الدواء أن الأفكار الجنسية بدأت تعود مرة أخرى، ووسواس النظافة أيضا، وأشعر بصداع شديد ودوخة، وألم في رأسي، ولا أحد يشعر بي.

استخدمت من المودبكس حوالي 150 قرصا على فترات متقطعة خلال سنة، وليس ستة شهور متتالية.

من فضلك يا دكتور هل البرزواك رخيص الثمن ومفعوله قوي أم لا؟ لو سمحت أريد دواء مفعوله قوي، ورخيص، ومتوفر في مدينتي، وأريد أن أتواصل مع حضرتك باستمرار من خلال بريد أو فيس بوك، وأعدك أنني لن أعطلك عن عملك أو أسبب لك ضيقا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الأمل والتفاؤل 11 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك من الواضح أنها وساوس قهرية، والوساوس القهرية التي تبدأ في الطفولة المتأخرة تتبدل وتتشكل، وكثيرا ما تكون محتوياتها محتويات مزعجة للإنسان (وساوس النظافة – وساوس التردد – وساوس الشكوك – وساوس جنسية – وساوس دينية)، وهذه كلها كثيرة جدا ومعروفة جدا، وهي تنتمي إلى بوتقة واحدة، حتى وإن اختلفت في المحتوى أو طريقة ظهورها أو نوعيتها، إلا أن أصلها واحد، والعلاج الدوائي هو أحد العلاجات الرئيسية، لكن لا نقول أنه العلاج الوحيد.

وأنا أود أن أنبهك وبقوة شديدة جدا ونصيحة ثابتة هو أن مواصلة العلاج الدوائي مهمة، يعني أنك حين تبدئين الدواء يجب ألا تتركي ولو جرعة واحدة، لأن العلاج المتواصل يؤدي إلى تحسن مستوى كيمياء الدماغ، يؤدي إلى تحسن البناء الكيميائي، مما ينتج عنه تحسن كبير جدا في مزاج الإنسان، ويقل القلق والتوتر، وتحد قوة الوساوس، وهنا يبدأ الإنسان في العلاج السلوكي، والعلاج السلوكي مبدأه الرئيسي هو تجاهل الوسواس بصفة تامة والإغلاق عليه، وأن يربطه الإنسان بفكر أو بفعل مخالف.

وهذه هي المبادئ الرئيسية، وتطلب التطبيق المستمر وبكثافة وبإصرار.

تجنب مناقشة الوساوس بصفة تفصيلية أمر مرغوب فيه جدا؛ لأن الذي يسترسل في وساوسه ويفصلها ويحاول أن يجد لها مبررات أو تفسيرات، وهذا يزيد من حدة الوساوس ويعقدها تماما، بل ويساعد الإنسان أن يتعايش مع الوسواس، وهذا أمر نرفضه تماما، لا نريد لأحد أن يتعايش مع الوساوس.

أن تحرصي على استغلال الوقت بصورة طيبة، وتستثمريه فيما هو نافع، هذا أيضا يفيدك كثيرا، لأن الوساوس تستشري من خلال الفراغ الزمني والفراغ الذهني والفراغ الديني، فهذا كله يؤدي إلى إشكاليات، تؤدي إلى قلق الوساوس.

العلاج الدوائي -أيتها الفاضلة الكريمة-: الـ (بروزاك Prozac) بالفعل دواء رائع، وهو يسمى علميا (فلوكستين Fluoxetine). المستحضر الرخيص نسبيا –حسب ما أعرف- وموجود في مصر يسمى (فلوزاك Flozac) ابحثي عنه تحت هذا المسمى، والجرعة هي كبسولة واحدة في اليوم، تبدئين في تناوله بعد الأكل، وبعد عشرة أيام اجعليها كبسولتين، أربعون مليجراما هي الجرعة الوسطية، والتي أحسب أنها علاجية في حالتك، وأنت تحتاجين لهذه الجرعة لمدة عام على الأقل، يعني يوميا تتناولي أربعين مليجراما من الفلوكستين – أي الفلوزاك – لمدة عام، هذه هي أقل مدة بالنسبة للعلاج الناجع والصحيح.

بعد ذلك خفضي الجرعة واجعليها كبسولة واحدة في اليوم لمدة عام آخر، ثم اجعليها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم يمكنك أن تتوقفي عن تناول الدواء.

أيتها الفاضلة الكريمة: الدواء سليم، ولا يؤثر أبدا على أجزاء وأعضاء الجسم الرئيسية، ولا يؤدي إلى الإدمان، ولا يؤثر على الهرمونات عند النساء، فهو دواء يطمئن له الإنسان كثيرا. قطعا يفضل أن تجرى فحوصات عامة مرة كل ستة أشهر، هذه فحوصات روتينية، ونفضل أن يجريها أي إنسان يتناول دواء لفترة طويلة، وذلك من أجل الاطمئنان.

إضافات أخرى مهمة وهي:
- الحرص على الصلاة في وقتها.
- ألا تدعي أي مجال للوسوسة في الوضوء أو الطهارة.
- تحديد كمية الماء مهمة جدا.
- ممارسة بعض التمارين الرياضية والتمارين الاسترخائية أيضا مفيدة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات