هل انسداد الجيوب الأنفية يسبب ارتفاع ضغط الدم بشكل عرضي؟

0 397

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 24سنة، وقد زاد وزني من 84 - 110 خلال فترة 6 أشهر، وقبل نحو3 أشهر قمت بقياس الضغط في المنزل، فوجدته مرتفعا.

مارست الرياضة بعدها لفترة قصيرة، وانشغلت برمضان وانقطعت عن الرياضة، وفي تلك الفترة كنت أشعر بثقل وانسداد أسفل الجبهة، وبين الحاجبين وثقل خفيف في العينين، مرت الأيام وقبل نحو 20 أيام أصبت بنزلة برد وزكام، وتناولت مضادا حيويا ومسكنات بندول حتى انتهيت من الدواء.

بعدها بأيام شعرت بألم في ذراعي اليسرى، فأخذت خليطا من مسكنات الألم بروفين و مسكادول وبندول اكسترا خلال 3 أيام بعدها بيومين شعرت بثقل في الجبهة والرأس، فقمت بقياس الضغط بجهاز والدي الذي يعاني أصلا من ارتفاع ضغط الدم فوجدته مرتفعا بنحو 159 على 98، وأحيانا أكثر.

عدت للرجيم والرياضة، وما زالت تلك العوارض موجودة، وأحيانا أشعر بألم في أسفل الرأس من الخلف، وأقيس الضغط، وما زال مرتفعا منذ 6 أيام.

أريد أن تشخص حالتي، هل يمكن أن انسدادا في الجيوب الأنفية يسبب ارتفاع ضغط الدم بشكل عرضي.

هل يمكن أن تكون السمنة في فترة وجيزة هي السبب؟ وإن كان هذا هو السبب فهل الضغط عرضي يزول بنقص الوزن، لأني سمعت أن زيادة الوزن يسبب ضغط الأنسجة، مما يسبب ضغطا للدم في الشرايين.

ما هو الحل في نظرك؟ وهل قد يكون مزمنا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ولد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يتحكم في ارتفاع ضغط الدم عدة عوامل، وليس عاملا واحدا، ومن أهم تلك العوامل السمنة، وما يصاحبها من ارتفاع في نسبة الكوليستيرول والدهون الثلاثية بصرف النظر عن حدوث السمنة في وقت قصير، أو مدة زمنية طويلة.

كذلك فإن تناول الملح والمخللات بمعدلات مرتفعة وحالة التوتر والقلق والانفعال الزائد والتدخين إذا كنت مدخنا، وكذلك ترك ممارسة الرياضة، كل هذه العوامل مجتمعة تؤدي إلى ارتفاع الضغط، بالإضافة إلى التاريخ المرضي الأسري، حيث ذكرت أن والدك -حفظه الله- مريض بالضغط، فقد يكون لذلك أثر بطبيعة الحال.

الخطوة الأولى في متابعة وعلاج ضغط الدم المرتفع هي تغيير نمط الحياة من خلال الإقلال من الملح، وتجنب المخللات، ومنع التدخين في حالة التدخين، وممارسة الرياضة بشكل يومي ومنتظم، والبعد عن التوتر والانفعال، وتحليل نسبة الكوليستيرول والدهون الثلاثية، وعمل حمية غذائية من خلال تجنب الدهون، والإقلال من النشويات والسكريات في الوجبات، والإكثار من السلطات والخضروات المسلوقة لإنقاص الوزن.

الخوف والتوتر والقلق المصاحب لقياس الضغط يؤدي إلى ارتفاعه، وهناك ما يعرف ب White coat hypertension أو ارتفاع الضغط الزائد بسبب رؤية البالطو الأبيض، كناية عن تواجد المريض داخل المستشفيات والعيادات الطبية، مما يساعد ذلك على زيادة إفراز هرمون الخوف المسمى أدرينالين، الذي يؤدي إلى ارتفاع الضغط.

لذلك يفضل دائما لمتابعة علاج الضغط أن يكون لديك جهاز ضغط رقمي معاير على أجهزة المستشفى لتقيس به الضغط في المنزل وتسجل تلك القياسات في سجل خاص لعرضه على الأطباء عند زيارتهم، ولا داعي لقياس الضغط في العيادات لتفادي القلق والتوتر، وزيادة النبض، ويفضل قياس الضغط بعد الاستيقاظ من النوم، وقبل شرب المنبهات من القهوة والشاي، مع ضرورة إنقاص الوزن إذا كنت تعاني من السمنة أو زيادة الوزن.

الضغط الناشئ عن التوتر والقلق ينخفض من تلقاء نفسه في غير أوقات القلق، وفي المنزل.

أما ارتفاع الضغط المزمن فلا ينخفض باختلاف الأوقات مع وجود بعض التغيرات في الشرايين وتصلبها في حال ارتفاع الضغط المزمن؛ مما قد يناسبك جهاز الهولتر لقياس ضغط الدم، ويتم حمله لمدة أربع وعشرين ساعة، ويقيس الضغط كل 10 - 20 دقيقة، وهو جهاز صغير الحجم وممغنط، ومتصل بجهاز كمبيوتر، يقوم أتوماتيكيا بقياس الضغط بنحو 150 - 200 مرة، ويسجل كل تلك القراءات، ومن خلالها يمكن معرفة إذا كنت مصابة بارتفاع ضغط الدم أم أن الموضوع حالة توتر وانفعال زائد، وساعتها قد تحتاجين إلى زيارة طبيب نفسي لتقييم الحالة.

كما يمكن قياس الضغط بدون تخطيط لذلك، مما يخفف من القلق والتوتر، ولا مانع من قياس الضغط عند زيارة الطبيب لأمور أخرى غير الضغط.

مع ضرورة تحليل صورة دم CBC وفحص وظائف الغدة الدرقية TSH & Free T4 لأن النشاط الزائد في تلك الوظائف يؤدي إلى زيادة نبض القلب وارتفاع ضغط الدم، وليس لانسداد الجيوب الأنفية علاقة لا من قريب ولا من بعيد بارتفاع ضغط الدم.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات