عند التحدث مع الناس والتعامل معهم أشعر بحالة من التوتر والقلق.

0 185

السؤال

السلام عليكم.

1- لدي مشكلة في التعامل مع الناس، عندما أتحدث مع أي شخص غريب عني أشعر بحالة من التوتر والقلق، وزيادة ضربات القلب، فأريد أن أعرف ما تفسير هذه المشكلة والعلاج لها؟

2- لقد تخرجت في الجامعة، وعندما تأتيني مقابلات شخصية (interview) لعمل جديد تنتابني حالة نفسية شديدة من التوتر والقلق، وفي النهاية لا أذهب إلى تلك المقابلات. أريد حلا لهذه المشكلة، لأنها إن استمرت معي فسيضيع مستقبلي.

3- الناس يقولون عني أني طيب، وهذا يسبب لي كثيرا من المشاكل، لأني أحس نفسي ساذج، ولا أستطيع التعامل معهم، وليس لدي القدرة على مجاراتهم في الكلام، ولا مجاراة ألاعيبهم، وأحيانا خبثهم، فهل هناك حل لهذه المشكلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ما تعاني منه -أخي الكريم- هو نوع من الرهاب الاجتماعي، وقد يكون سببه أسلوب التنشئة الاجتماعية الذي تعرضت له منذ الطفولة.

فلابد أن تعلم أن الله تبارك وتعالى خلقك في أحسن تقويم، واحمد الله تعالى على النعم التي حباك بها، وخاصة نعمة العقل، فهي أعظم النعم، واحمد الله تعالى أن وفقك في دراستك، فلماذا الخوف؟ ولماذا الرهبة من الناس المخلوقين مثلك؟ فكل الناس لها محاسن ولها عيوب، والكمال لله وحده. فتقديرك غير الواقعي للآخرين ولنفسك هو سبب الخوف والتوتر؛ لأن هذا ناتج عن النظرة السلبية لنفسك والتقييم المتضخم للآخرين.

فحاول تعداد صفاتك الإيجابية، ولا تقارن نفسك بمن هم أعلى منك في الأمور الدنيوية، وغير المقياس أو المعيار الذي تقيم به الناس، فتقوى الله عز وجل هي المحك الحقيقي لتقييم الشخصيات. فالمظهر الخارجي والوضع الاجتماعي والاقتصادي والمناصب، وغيرها من الأمور الدنيوية، ليست هي الأصل الذي يجعلنا نحترم الناس أو نخاف منهم. وليس مجاراة الآخرين في كل شيء نجاح وفلاح، وإنما على الفرد أن يحسن إذا أحسن الناس، وأن يجتنب إساءتهم إذا أساءوا، ويعمل وفقا لما يرضي الله ورسوله.

لذلك نقول لك -أخي الكريم- مشكلة تجنب الآخرين وعدم الاحتكاك بهم، لا بد من التفكير في حلها بالطرق الواقعية، وأولها: المواجهة وعدم الانسحاب والتعذر بأسباب واهية. فحاول رفع شعار مفاده التحدي والاقتحام بالزيارات المتكررة للأهل والأصدقاء، وإجابة الدعوات، والمشاركة في المناسبات، ولو بالصورة المتدرجة في المدة الزمنية. فهذه تكسبك الثقة بالنفس وتزيدها، فإذا انكسر الحاجز النفسي؛ فسيكون الأمر طبيعيا -إن شاء الله-.

فالإنسان يتعلم بالممارسة والتدريب شيئا فشيئا. في البداية تعلم كيفية المحادثة مع الآخرين بالاستماع الجيد لما يقولونه، ثم كيفية إلقاء الأسئلة بالصورة المبسطة، والاستفسار بطريقة فيها احترام وتقدير للشخص الآخر، وإظهار الإعجاب والتعليق على حديثهم ومقتنياتهم بالطريقة التي يحبونها.

وإذا أتيحت لك الفرصة للتحدث عن نفسك اغتنمها ولا تتردد، بل انتهج نهج المبادأة، وكن أول من يبدأ دائما بالتعريف أو الحديث عن النفس. فمارس ذلك مع من تعرفهم من الزملاء والإخوان الذين تألفهم، فترى -إن شاء الله- تغييرا واضحا في زيادة مهارة الكلام دون توتر أو خوف أو قلق.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات