السؤال
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 27سنة، متزوج منذ 6 أشهر، وزوجتي حامل، زوجتي ليست قريبتي، كذلك مقاربة لسني، بعد الزواج عرفت أن أمها متسلطة جدا، وهي المتحكمة في أبي زوجتي. تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في بيتي، كذلك تحرض زوجتي علي، ووجدت رسائل قديمة من أمها، بل في رابع يوم زواج تحرض فيها ابنتها، طبعا عند حصول المشكلة أمها تحلف كاذبة أنها ليست الفاعل، وتنكر كل شيء.
زوجتي ذهبت لبيت أهلها، فكانت تعيش عندي أسبوعا أو اثنين، ثم تحدث مشكلة وتبقى شهرا أو شهرين في بيت أهلها، لم أهنأ بزواجي معها، وأمها تخطط كثيرا دون ملل.
استخدمت حلولا، منها إبلاغ أبي وأمي لينصحوا زوجتي، وأنا أيضا نصحتها، لكن دون فائدة! أبلغها أبوها أيضا، ولكن دون جدوى!
الآن أريد أن أستشيرك في الطلاق، علما أنها حامل، ولكن إن كانت هكذا فالمشكلة تهون أفضل من وجود أبناء أكثر، طبعا من بداية الزواج وأنا لا أحس بأي شيء تجاه زوجتي من مشاعر.
أسباب الطلاق:
أولا: وجدتها تسبني وتشتمني وتدعو علي في غيابي، وفي حديثها مع أمها، تدعو علي بأن آكل سما أو أن أموت بحادث.
ثانيا: تكره أهلي، علما أنني في بيت مستقل، بل وتتفاخر بأنها لا تأتي لأهلي، مهملة جدا في نظافة نفسها وبيتي، تعصي أوامري عندما أمنعها من أي شيء تفعله دون علمي.
وجدت بعض المحادثات مع أقربائها في برامج التواصل الاجتماعي سناب شات وتويتر، أنكرت ثم بعد ذلك بررت تبريرات غير مقنعة، تشتم أهلي أيضا عند أمها، وكذلك تكذب كثيرا علي في أمور كثيرة، وتخطط هي وأمها لعزلي عن أهلي تدريجيا.
لا أخفيك -أخي الكريم- أني الآن أكرهها وأكره أهلها أيضا، بماذا تنصحني؟
شكرا لك.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك ونشكر لك الاهتمام والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله لك التوفيق والوفاق والاستقرار، ونسأل الله أن يصلح الأحوال وأن يحقق في طاعته الآمال.
لا يخفى على أمثالك أن الطلاق لا يفرح سوى عدونا الشيطان، ونؤكد لك أن الأشهر المعدودة غير كافية للتعرف والتعارف بينك وبين زوجتك التي نتمنى أن تتذكر وتذكر لنا الإيجابيات التي جعلتك ترتبط بها دون سواها من النساء، وأنت قد ذكرت لنا السلبيات التي جعلتك تكرهها، وأرجو أن تعرف أن الكره الذي له أسباب يزول بزوالها.
الشريعة جعلت الحل والربط بيد الرجل، ومن المهم حسن استخدام هذا الحق، ومن هنا فنحن ندعوك إلى أن تنظر للموضوع نظرة شامله طويلة المدى، ونذكر بالمعيار النبوي، (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر)، ومن الذي ما ساء قط، ومن له الحسنى فقط، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث!
عندما يكون الإشكال من طرف خارجي، فإن الأمر يحتاج إلى صبر، وأنت متزوج من الفتاة، وما في أهلها من إشكالات يؤثر، ولكنك تستطيع بحول الله وقوته أن تسد الفرجات التي يدخل منها الشيطان.
نتمنى أن تعطي نفسك فرصة أكبر للتفكير، ونتشرف نحن بالمتابعة معك والمساعدة، ويسعدنا أن نفهم نوعية المشكلات الحاصلة، وذلك بعرض نماذج منها؛ حتى نحلل ونحدد مواطن الخلل بحول وقوة ربنا عز وجل، وهو الكريم الموفق العظيم الأجل.
إذا كنت ستذكر خصوصيات فمن حقك أن تطالب بحجب الاستشارة، وسوف نسعد إذا علمنا وجهة نظر أهلك فأنت أدخلتهم، ونتمنى أن لا تذكر لهم ما يحصل في الخفاء؛ حتى لا تمتلئ الصدور بالصدود والنفور، وننصحك بعدم التجسس، ونبش القديم، واذا تكلموا في أهلك فتلك حسنات تنتقل إلى صحائف أهلك.
ها نحن نكرر لك التذكير بالله، وندعوك إلى عدم الاستعجال، ونؤكد لك أن الانسان يندم على الاستعجال، لكنه لا يندم على التأني، ونسأل الله أن يهديك لما فيه الخير، وأن يرد زوجتك وأهلها إلى ما فيه الحق والصواب.