السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الإخوة الأفاضل:
الأسرة لدي مكونة من أب وأم، وولد وهو البكر و5 بنات، لدي مشكلة عجزت عن حلها، وهي علاقة العناد بين زوجتي وابنتي الكبيرة، دعوني أعطيكم نبذة عن شخصية الاثنتين:
الزوجة طيبة وحنونة وشديدة الغيرة وهنا أضع ألف خط تحت كلمة الغيرة, وتهتم كثيرا بالأولاد وأدائهم الدراسي، ومستقبلهم، وشديدة اللوم على أقل تقصير, تبحث دائما عن الكمال والمثالية في كل شيء, كثيرة الملاحظات, تقدم جانب العقاب على الثواب دائما، تقارنها بأخيها الكبير بأنه مطيع ومتفوق عليها في الجانب الدراسي.
الابنة مراهقة, متفوقة دراسيا, طيبة, ولكن عنيدة جدا في معاملة أمها لها، وتظهر عنادها دائما بطريقة غير مباشرة بعدم الطاعة والاستجابة لأمها, يعني لا يوجد هناك مواجهات مباشرة بين الطرفين -ولله الحمد- إلى الآن، وأسأل الله أن لا يكون ذلك، تشتكي دائما من التفريق في المعاملة بينها وبين أخيها في كل شيء.
الشيء الطيب أن علاقتها بأخيها جيدة رغم كل هذه المشاكل، ابنتي للأسف شديدة الشبه بإحدى أخواتي لدرجة أنها تشبهها في الشكل وطريقة الكلام, وزوجتي تغار من أختي هذه غيرة شديدة.
أنا أحاول أن أمسك العصا من المنتصف بين زوجتي وابنتي قدر الإمكان؛ لأن زوجتي تنشد المثالية، وهذا مستحيل، وابنتي مراهقة وللمراهقة مشاكلها كما تعلمون, وأنا هنا بين المطرقة والسندان.
زوجتي ترى أن المراهقة كلام فاض, لأنها مرت بهذه السن ولم تتمرد على أمها وكانت وكانت ...إلى آخر هذه الأسطوانة.
أطالب زوجتي دائما بالحنان تجاهها وتقبيلها وحضنها، وهي ترفض ذلك وبشدة وتراه من الدلال الزائد, زوجتي رافضة فكرة التقبيل والحضن تماما لابنتي الكبيرة رغم تذكيري لها بحديث الأعرابي الذي قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة؟)، رغم إنها تقبل أخواتها الصغيرات في السن، وتدللهم دلالا شديدا.
أنا أحاول أن أعوضها عن حنان أمها المفقود والميؤوس منه, فأقبلها وأحضنها وأقبل جميع إخوتها، حتى أني أجبر الأولاد جميعا على تقبيل رأس أمهم كل صباح عند الذهاب للمدرسة, حتى عندما يقبلونها على رأسها لا تبدي أي تفاعل معهم، فهي جامدة لا تتحرك، ولا ترد سوى بالنصائح والتهديد والوعيد.
كما أطالب ابنتي بطاعة أمها والخضوع لها، وهي ترد بأن أمي رضاها مستحيل، وبالتالي لا فائدة من طاعتها, فبالتالي لا فائدة من إرضائها، حتى إنه في مرة من المرات حدثت مشكلة وأجبرتها على الاعتذار من أمها وتقبيل قدمها، وفعلت ذلك على مضض.
العلاقة بين الاثنتين أشبه بالعلاقة بين الابنة وزوجة الأب وليست الأم، وهذا يجعلني أكره الاثنتين أحيانا.
بالمختصر زوجتي تكره ابنتي التي هي ابنتها أيضا، وعندما أواجهها بهذا الكلام تقول لي إنها لا تكرهها وإنما تكره تصرفاتها فقط, فأقول لها: لماذا لا تثني على أفعالها الإيجابية؟ فترد بأن هذا قد يجعلها تتمرد أكثر فأكثر، وأن ابنتك تضحك عليك، وتستغفلك بشكواها الدائم مني، وتظهر لك أنها دائما هي المظلومة.
وابنتي لم تعد تحب أمها؛ لأنها قاسية وشديدة عليها, بل إنها عرضت علي في إحدى المرات أن أتزوج على أمها نكالا بها، وهنا حزنت حزنا شديدا؛ لأني لم أكن أتوقع أن ابنتي تكره أمها لهذه الدرجة.
الموضوع في العناد يصل إلى أن كل طرف يريد كسر عظم الآخر.
أحب زوجتي، ولكني أيضا أحب ابنتي وأشفق عليها من نفسها ومن قسوة أمها، زوجتي تغار من ابنتي, ولكن الغيرة هذه غير مقبولة عندي تماما؛ لأنها في غير محلها، فكيف تغار من ابنتها التي حملتها وتعبت عليها؟!
دلوني بارك الله فيكم، فقد أرهقني هذا الموضوع, حتى بدأت أفكر جديا في التفريق بينهم في أقرب وقت حتى أستريح, فكرت في تزويج البنت إذا جاءها نصيب في أسرع وقت.
بقيت نقطة: علاقتي بزوجتي ممتازة -ولله الحمد- على كل الأصعدة إلا عند الأولاد فنختلف حتى نهجر بعضنا، أحيانا لهذا السبب، اتفاقنا قليل مقابل اختلافنا في هذه النقطة بالذات.