السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أعاني من ضعف الثقة في نفسي بسبب مظهري، حيث إن ملامح وجهي جميلة تشبه الملامح الأنثوية، حتى إن كثير من الأشخاص ينادونني بـ (يا عسل) و(يا قمر) و(يا جميل) وهذا يسبب لي حرجا بالغا بسبب نظرات الناس لي، ويستشعرون عدم ثقتي في نفسي من خلال تصرفاتي وتحركاتي؛ لأني في بعض الأحيان تكون نظرتي لنفسي سلبية؛ لأنها تنعكس على تحركاتي وتصرفاتي فتكون نظراتهم لي أيضا سلبية.
نظرات المراقبة لمن حولي تجعلهم يركزون أبصارهم علي، وسرعان ما ينتبهون لأسباب نظراتي وتحركاتي، وهذا أيضا بسبب شكل جسدي، لأنني ضعيف البنية إلى حد كبير جدا، وأعاني أمراضا مزمنة تجعلني ضعيفا أصلا، وعندي بعض التشوهات في العظام، وهذا كله يجعل شكل جسمي ليس ذكوريا تماما، ولك أن تتخيل عندما يكون شكل ملامحي أنثوية، وشكل جسدي هكذا!
أنا لست سمينا، بل يتناسب وزني مع طولي، ولكن كما ذكرت إن ضعف البنية والأمراض المزمنة تجعل شكل جسمي هكذا.
أنا أرتدي نوعا معينا من القبعات عندما أخرج دائما؛ لأنها تجعل شكل وجهي ذكوريا أكثر مما هو عليه بدون القبعة، ولكن لا أعرف ماذا أفعل بجسمي، لقد مررت في يوم من الأيام بجانب بعض الأشخاص الذين درسوا معي سابقا، وسمعت أحدهم يقول عني: (ليس عنده ثقة في نفسه).
هذه المشكلة قد تبدو تافهة في نظركم، ولكنها تؤرقني، ساعدوني ماذا أفعل؟ هل أرتدي القبعة لبقية حياتي؟ وكيف أستعيد ثقتي وتوازني النفسي؟ وكيف أكون طبيعيا أتصرف على سجيتي ولا أكون متكلفا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا بالكتابة إلينا بما في نفسك وحياتك، وأكيد ليس الموضوع بالموضوع التافه، كيف وهو مؤثر عليك بهذا الشكل الكبير، ونحن ليس عندنا من أسئلة القراء ما هو تافه.
ربما هناك موضوعان وردا في سؤالك.
الأول الشكل، وخاصة ملامح الوجه والجسم، والذي وصفته بأنه يشبه ملامح الوجه الأنثوي، وربما يفيد في هذا الجانب القيام ببعض الأمور التي تساعدك على أن يبدو وجهك أقرب لوجه الشباب أو الذكور، ومنها إطالة اللحية والشارب ولو كان شعرا خفيفا، ويبدو أنك تفعل شيئا قريبا من هذا كارتداء القبعة وغيرها.
والموضوع الثاني، وله علاقة مباشرة بالأول، وهو موضوع الثقة بالنفس.
ومن الطبيعي أن تمر بالإنسان ظروف كثيرة تجعل منه بالشكل الذي هو عليه من الشخصية والثقة بالنفس والنظرة إلى الحياة.... وفي لحظة ما من لحظات حياتنا يصعب علينا تقبل هذا الحال من ضعف الثقة بالنفس مثلا، ونرغب بالتغيير، والتغيير شيء مطلوب، وهو ممكن طالما وجدت الرغبة والعزيمة على السير في عملية التغيير هذه.
وقد نستطيع القيام بهذا التغيير بأنفسنا، عن طريق عدم جعل ضعف الثقة بالنفس التي عندنا تؤثر في مجمل حياتنا، وإنما نحاول أن نحدد تأثيراتها من خلال القيام بالأعمال والمسؤوليات المطلوبة منا من الدراسة والعمل والأنشطة الاجتماعية والترفيهية .. ورويدا رويدا نجد أن الوضع الداخلي لنفسيتنا قد بدأ بالتحسن والتغير، فمثلا حاول أن تقوم بالأعمال التي تريد أن تقوم بها، واترك تغيير النفس الداخلية لتحدث وبشكل طبيعي وتدريجي وكنتيجة للأعمال التي تقوم بها.
ومما يعزز الثقة بالنفس محاولة التركيز على الإيجابيات التي عندك وعدم اقتصار تركيزك على السلبيات من ملامح الوجه وشكل الجسم، ومحاولة عدم التركيز على كلام الناس، فإرضاء الناس، كما تعلم، غاية لا تنال.
حفظك الله ويسر لك الخير والنجاح.