لا أستطيع نسيانه، فماذا أفعل لكي يستجيب الله دعائي؟

0 427

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أرسلت لكم استشارة سابقة، وأشكرك د. عقيل المقطري على تحملك لرسالتي وإجابتك عليها، فقد قلت لي: أنك تخشى أن يكون الحب قد وصل في قلبي لمرحلة العشق المحرم، لم أفهم ما قصدك، فهل كان قصدك أنني أحبه أكثر شيء في الوجود؟ أنا أحبه لأنه يحب الله، وكان الدين هو الأساس في حياتنا ومستقبلنا، والآن أنا إنسانة ملتزمة في الدين، وأعمل كل شيء لكي يستجاب لي، ولم يكن حبي له لشهوة كبقية البنات، أو لكي يتزوجني، ولا أعلم كيف أحببته! ولكنني رأيت فيه الصفات التي تتمناها كل فتاة.

لست ساخطة على قضاء الله، ولكن في الوقت ذاته لن أقبل بما حدث، ولا أستطيع نسيان الماضي، فأنا سجينة الأحزان، وأعلم أن هذا الحزن سيقتلني، ولكنني لا أستطيع التوقف عن البكاء، فقد تمنيت شخصا بتلك المواصفات التي كنت أحلم بها، ألا أستحق ذلك؟ فكل القصص التي عرفتها انتهت بالزواج عدا قصتي لم تنجح، رغم أننا متدينان، بخلاف الأشخاص غير المتدينين الذين أعرفهم، تم زواجهم ويعيشون بسعادة، فماذا أفعل لكي يستجيب الله دعائي؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محبة الرحمن حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فنرحب بك على الدوام في موقع (إسلام ويب)، وما أسس هذا الموقع إلا من أجلكم، وللرد على استشاراتكم، وإجابة على استشارتك أقول:

1- أما قولك: هل أقصد في الإجابة على استشارتك السابقة أنك تحبينه أكثر شيء بالوجود؟ فلم أكن أقصد ذلك بحال، ولكن قولك في تلك الاستشارة: (باختصار أحبه كأنني عبدة له، لا أعلم إن كان غيري يحب بهذا الجنون، ولكن أنا مجنونة به فهو الغائب الحاضر).

فكلامك هذا يعني أنك دائمة الذكر له والتفكير به، ولا يغيب عن خاطرك، وأنت حزينة ومنكسرة، وستبقين كذلك حتى يتحقق لك مطلبك، وما لم يتحقق لك فستزداد حالك سوءا، فها أنت تقولين: (أنا سجينة الأحزان وأعلم أن هذا الحزن سيقتلني، ولكن لا أستطيع التوقف عن البكاء)، فاتقي الله -يا أختي الكريمة-، ولا تعلقي نفسك بشيء قد لا يكون من نصيبك وقدرك، وقولي لنفسك: إن مثل الحصول على هذا الشاب مثل شخص أراد أن يلمس القمر بيده، أليس هذا من المحال؟ ومع هذا لا تفقدي الأمل، فلك أن تبقي تدعين الله، فالدعاء نافع مما نزل بالعبد ومما لم ينزل، فإذا لم تحصلي عليه، فاحمدي الله تعالى، فلعل الله أن يعوضك بخير منه.

2- من كان من نصيبك فستحصلين عليه، وإن وضعت أمامك كل العقبات والعراقيل، ومن ليس من نصيبك فلن تتحصلي عليه وإن أنفقت ما في الأرض من كنوز، أو وقفت الدنيا كلها معك.

3- أختنا الكريمة، أنت تقعين في التناقض في كلامك، فأنت مرتبكة نتيجة تعلقك لهذا الشاب، فها أنت تقولين: (أنا أحببت الشخص ليس لشهوة مثل البنات، أو حتى يتزوجني، أنا لا أعلم كيف أحببته؟ ولكن صفاته تتمناها أي بنت)، فإن لم تكوني قد أحببتيه من أجل أن يكون زوجا لك، فإذا صار زوجا قضيت شهوتك معك، فلم أحببتيه إذا؟! ولم كل هذا الهيام؟! ثم عدت بعد ذلك فقلت: (أنا فقط حلمت بشخص أن يكون زوجي، ويكون مثل صفات الشخص الذي أحببته).

4- والتناقض الثاني قولك: (لست ساخطة على قضاء ربنا، ولكن بنفس الوقت لا أقدر أن أرضى وأنسى الماضي)، عدم الرضا هو التسخط بعينه، فلا يعمينك حبك لهذا الشاب لدرجة أن تصلي إلى هذه الدرجة.

5- تلك الصفات التي أحببتيها في هذا الشاب لم تكن حكرا عليه فلا توجد في غيره، بل قد يكون غيره فيه تلك الصفات وزيادة، وما عليك إلا أن تتصبري، وانتظري قدرك فسيأتيك في الوقت الذي كتبه الله، وعليك أن تتضرعي لربك بالدعاء أن يرزقك الزوج الصالح الذي فيه تلك الصفات، فالله قد أمرنا بالدعاء، ووعد بالإجابة فقال: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}.

6- قولك: (أهذا كثير علي؟)، لست أدري لمن هذا السؤال؟ فإن كان لي فأقول لك: ليس كثيرا عليك، بل لك أن تحصلي على أكثر من ذلك، وأما إن كنت تخاطبين به الله فلا يجوز لك ذلك -أختي الكريمة-.

7- قولك: (كل القصص التي أعرفها انتهت بالزواج، لماذا قصتي لم تنجح رغم أنني أنا وهو كنا متدينين، لماذا هم ليسوا متدينين وارتبطوا والآن سعيدون ونحن لا؟)، والجواب أن الأمور تسير وفق قضاء الله وقدره، ولا يستطيع أحد أن يغير من القضاء والقدر، فتلك الفتيات مقدر لهن أن يتزوجن وأنت غير مقدر لك الارتباط بهذا الشاب، ولا دخل للتدين من عدمه، فالكفار تكون لهم مثل هذه القصص وتكلل بالزواج، ومع هذا فإن كان لم يتزوج بعد، فلا تفقدي الأمل -كما ذكرنا-، فبالدعاء قد يلين الله القلوب، ويحدث الله بعد ذلك أمرا.

أسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات