السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يجزاكم كل خير لخدمة زوار وأعضاء الموقع الكريم.
إخواني الكرام: أنا قبل 4 سنوات تحديدا كنت إنسانا اجتماعيا، أحضر المناسبات بكل أنواعها، وكنت أخرج من البيت كثيرا، وكنت شخصا أعيش حياتي بكل سعادة ولله الحمد.
لكن خلال الأربع سنوات الحالية انقلب الحال العكس، فصرت أتجنب المناسبات الاجتماعية، وأكثر وقتي في البيت، ومعاناتي هي: القلق، والخوف، والارتعاش من المواجهة، والاكتئاب الذي قلب حياتي جحيما، وصارت نبضات قلبي سريعة طوال الوقت، تزيد مع تصعد الموقف، حتى إمامة المصلين نفسي ينقطع، وجسمي يرتعش، وهذا ملاحظ من المصلين، طبعا أصلي بالناس قليلا جدا.
التوتر والخوف يحدث إذا اتجهت الأنظار علي، وهذا منذ زمان، وصارت أكثر مع هذه الحالة، وأسأل الله أن يشفينا جميعا.
أتمنى منكم جوابا كاملا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عمر الحكمي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لقد أصابك بما يعرف بالقلق أو الرهاب الاجتماعي، وهو كما وصفت: زيادة في ضربات القلب، والقلق، والتوتر في مواقف اجتماعية معينة، مثل إمامة الناس في الصلاة، أو في المناسبات الاجتماعية، عندما تكون في جمع من الناس، وعندما تشعر بأن الأنظار متجهة إليك، وتحس بالإحراج والتوتر، وينتابك شعور بأن الناس ينتقدونك، أو على الأقل يراقبونك.
وهذا إحساس غير مريح، ويتمنى الشخص أن ينسحب بسرعة من هذا الموقف وينتهي من هذا الوضع، وعندما ينسحب يحس بالراحة النفسية، وبعد ذلك تبدأ تراوده فكرة تجنب هذه المواقف والهروب منها، وأحيانا بعض الناس يتجنبوا هذه المواقف نهائيا ويعتزلوا الناس، ولكن معظمهم لا يتجنبون إلا أنهم يحسون بالضيق وبالتوتر.
هذا اضطراب شائع، ويقال إن حوالي 12% من السكان في أي منطقة يعانون من هذه المشكلة، ولكن للأسف أغلبهم لا يذهبون للعلاج، بالرغم من أنه يمكن علاجه، وعلاجه نوعان: علاج نفسي وعلاج دوائي.
• العلاج النفسي يكون بما يعرف بـ العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavior Therapy) وهو يكون بالمواجهة وعدم الهروب، والمواجهة يمكن أن تكون بصورة مبرمجة، ويمكن أن تكون حتى في الخيال.
قبل أن تخرج وأنت في بيتك تخيل المواقف التي سوف يحصل فيها هذا الأمر، تخيل أنك تعرضت لهذا الموقف، وحصل القلق والتوتر، ولكنك استمريت فيه؛ لأن بالمواجهة تزيد الثقة في النفس، حتى وإن زاد التوتر والقلق في البداية، إلا أنه لا يلبث أن يخف ويتلاش تدريجيا، والهروب وعدم المواجهة يزيد الحالة.
• العلاج الدوائي: هناك عدة أدوية تساعد، ولعل من أكثر الأدوية التي تستعمل في مثل هذه الحالات ذات الآثار الجانبية البسيطة هو ما يعرف (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram)، عشرة مليجرام.
ابدأ بنصف حبة -أي خمسة مليجراما- ليلا قبل النوم لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة (عشرة مليجرام) وسوف يبدأ المفعول بعد أسبوعين، وتبدأ الأعراض تزول في مدة شهر ونصف أو شهرين، وبعد ذلك ننصح بالاستمرار في تناوله لفترة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر.
هذا مع العلاج السلوكي خاصة المواجهة والاسترخاء، وبعد ذلك يمكن التوقف عن تناول الدواء، وإن شاء الله تعالى لا تعود إليك هذه الأعراض.
وفقك الله وسددك خطاك.