السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولا: شكرا لكم على ما تقدمونه للناس، وجزاكم الله خيرا إلى يوم الدين.
ثانيا: عمري 25 سنة، في شهر يونيو الماضي (قبل حوالي 10 أشهر من تاريخ اليوم)، قررت أن أتقدم بطلب للحصول على تأشيرة سفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وفي شهر يوليو تحديدا، بدأت أشعر بضيق في التنفس، وعدم القدرة على النوم بسبب التفكير في موضوع الفيزا، وأصبح يأتيني صداع شديد ومتقطع، وارتفاع في دقات القلب، بالإضافة إلى ضغوط من عملي.
وكنت أشعر أثناء قيادة السيارة وكأنني سأفقد عقلي، مع ارتباك وعدم تركيز وصعوبة في التنفس، وصرت أخاف من عدم القدرة على النوم ليلا، وأصبحت عندما أرى صديقي أخاف من التحدث معه خشية أن أخطئ في الكلام أو أذكر اسم زوجته، فأبقى صامتا وأكره التحدث.
وأصبح لدي خدر في يدي اليمنى، وتنميل في وجهي، وحرقة بشعة في فروة رأسي، وأصبت باكتئاب شديد، ولا أستطيع التفكير في مستقبلي، وتركت العمل، وأشعر أنني سأفقد أعصابي، وأبكي ليلا، وأصبت بوسواس قهري بإيذاء شخص ما، وأعصابي مشدودة، وأستيقظ من نومي ليلا فزعا وخائفا، وحتى في الصباح أيضا أشعر وكأنني في حلم، وأحيانا أشعر بالتقيؤ والغثيان.
ذهبت إلى طبيب نفسي فأعطاني دواء سيروكسات 25.
أرجوكم انصحوني، وما هو تشخيص حالتي؟ وشكرا لكم يا أهل العطاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ issam .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك -أخي عصام- على كلماتك الطيبة وثنائك لنا، ونسأل الله العلي القدير أن يوفقنا لخدمة الجميع، والأخذ بأيديهم ومساعدتهم.
لقد شرحت واستوفيت ما انتابك من قلق ووساوس وخوف واضطرابات ... إلخ، وكل هذا حصل بعد أن قدمت طلبا للحصول على تأشيرة للسفر إلى الولايات المتحدة، ولكنك لم تذكر في رسالتك ماذا تريد من السفر إلى الولايات المتحدة؟ هل تريد الهجرة نهائيا أم الزيارة؟ لأن هذين الأمرين مختلفان.
لا أكاد أجزم، ولكنني أحس بأنك قدمت طلب التأشيرة إلى الولايات المتحدة وفي داخلك رغبة في الهجرة النهائية والاستقرار فيها، ومن هنا بدأ الصراع داخلك، والخوف من المستقبل، والخوف من المجهول، والخوف من تركك لعملك وأصدقائك ومعارفك، وهذا الصراع الذي يدور بداخلك هو الذي سبب لك هذه الأعراض: أعراض الارتباك، وأعراض الأرق (صعوبة النوم)، والوساوس، والنسيان، والحساسية الشديدة، والخوف من الخطأ.
الحل يكمن في أن تواجه هذا الصراع في داخلك، وأن تحسم أمرك، والزيروكسات قد يساعد في علاج هذه الأعراض
عليك أن تتحدث عن هذا الأمر، تتحدث عن مخاوفك مع صديق، أو مع معالج، لكي تصل إلى توازن نفسي وقرار: هل الأنسب لك السفر أم البقاء؟
معالجة هذا الصراع هي التي تؤدي -إن شاء الله تعالى- إلى زوال هذه الأعراض، ولا تنس أن تستخير، فما خاب من استخار ولا ندم من استشار، وبعد ذلك -إن شاء الله تعالى- سوف تطمئن إلى قرار ما، وبعد اطمئنانك إلى القرار الذي ستستقر عليه، سوف تأتي الطمأنينة النفسية، وتذهب عنك هذه الأعراض والقلق بإذن الله.
وفقك الله وسددك خطاك.