السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من مساعدات تفيد أمتنا الإسلامية، وتحافظ على أسرها من التشتت.
أنا سيدة عمري 30 سنة، منفصلة مرتين ولدي طفل، كان سبب انفصالي في المرة الأولى: عدم تحمل زوجي المسؤولية، وتدخل أمه في حياتنا الزوجية، والمرة الثانية: كان زواجي برجل متزوج، ويرغب بزواج المتعة فقط.
أبي رجل طيب، ولكنه لا يحب بأن يسعى ويسأل بشأن الخاطب، ويريد تزويجنا بما يراه من الرجل من الجلسة الأولى معه، ودائما يقول لي: إن أردت تزوجي به، وإن لم ترغبي به فاتركيه، وليس لدي أخ، وأخوالي وأعمامي لا يهتمون بأمرنا.
تقدم لخطبتي رجل ليس من أقاربنا، مطلق مرتين، تقول الخاطبة: أن طليقته الأولى مريضة، وأبناؤه يجلسون معها، وطليقته الثانية طلقها بسبب مشاكلها مع أمه، ولا أعرف عنه سوى ما قدمته لي الخطابة، وتمت النظرة الشرعية، وأحسست بارتياح، وتلمست فيه الخير، لكنني في حيرة من أمري، لأن أمه تسكن عنده لمدة شهر بين حين وآخر، لأنها ترتاح عند ولدها، أنا لا أمانع من ذلك، ولكنني أخشى من التدخلات، والحزازات التي قد تحصل كما حدث معي في زواجي الأول، لذلك أستخير كثيرا، فكيف لي التأكد من خلق هذا الرجل، ومدى قدرته على تحمل المسؤولية، وإعطاء كل ذي حق حقه؟
أرجو منكم مساعدتي، لأنني أريد المشورة من أهلها، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونحن لك في مقام العم والخال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
لا شك أن الثيب لها خبرة في الرجال، ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "والثيب أحق بنفسها من وليها"، وينبغي أن يكون عندك حرص زائد على الاستقرار والاستمرار، والارتياح الحاصل منك تجاه من تقدم إليك هو مصدر خير، وفأل حسن، فلا تترددي في القبول، واجعلي همك طاعة الله، واتباع الرسول، واجتهدي في التكيف والتأقلم مع والدته، وتعاملك معها بالحسنى، وصبرك عليها، سوف يجعلك تربحين الدنيا والآخرة.
ولا يخفى على أمثالك أنه لا يوجد رجل بلا عيوب، ولا يوجد رجل ليس وراءه مشكلات من أمه أو أخته أو إخوانه، أو غير ذلك، كما أنه لا توجد امرأة ليس فيها نقائص وعيوب، والواقعية مطلوبة، وطوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن تجدي من يسأل عن الرجل ويبحث، واجتهدي أنت جهدك، فإن لم تجدي ولم تتوصلي إلى المزيد، فكلام الخطابة كاف، وما انقدح في نفسك من قبول وارتياح هو الأصل، فتوكلي على الله، وتفاءلي بالخير، وأملي ما يسرك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يوفقك للخير، ويقدر لك الخير، ويجمع بينكما على الخير، ونحن نرضى لك ما رضيه الوالد، وننتظر من العاقلات أمثالك أن يكون لهن تأثير على الأزواج.
حفظك الله وثبتك وأعانك.