السؤال
هل من الممكن جمع ماء المطر في إناء والاغتسال به للعلاج من السحر؛ لصعوبة الاغتسال وقت المطر مباشرة؟
ولكم جزيل الشكر.
هل من الممكن جمع ماء المطر في إناء والاغتسال به للعلاج من السحر؛ لصعوبة الاغتسال وقت المطر مباشرة؟
ولكم جزيل الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ويشفي جميع المسلمين.
لا حرج في جمع ماء المطر للاغتسال به والاستشفاء به سواء كان الاغتسال من السحر أو أي مرض آخر وذلك لأسباب:
منها: أنه ماء طاهر مطهر يجوز الاغتسال به عموما، فجمعه لا حرج فيه، واستخدامه في العلاج من الأمراض الروحية من سحر، ومس، وعين من باب التجربة والاجتهاد، فما ثبت نفعه جاز استعماله، بشرط عدم مخالفته لنصوص الشريعة.
وقد ورد الاستشفاء به عن بعض السلف، فمن ذلك: عن علي قال: إذا اشتكى أحدكم شيئا فليسأل امرأته ثلاثة دراهم من صداقها، فيشتري به عسلا، فيشربه بماء السماء، فيجمع الله الهنيء المريء، والماء المبارك، والشفاء، أخرجه بن أبي حاتم في التفسير بسند حسن.
وقال ابن كثير في تفسيره: وروينا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: إذا أراد أحدكم الشفاء فليكتب آية من كتاب الله في صحفة، وليغسلها بماء السماء، وليأخذ من امرأته درهما عن طيب نفس منها، فليشتر به عسلا فليشربه بذلك، فإنه شفاء، ثم ذكر ابن كثير العلة في ذلك فقال مقرر ومؤيدا: أي: من وجوه، قال الله: {وننزل من القرآن ما هو شفاء} وقال: {ونزلنا من السماء ماء مباركا} وقال: {فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا}، وقال في العسل: {فيه شفاء للناس}.
ومنها: أنه حديث عهد بربه، وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعرض له عند نزوله رجاء البركة.
وعليه فلا حرج في جمع ماء المطر وغيره من المياه للاستشفاء به، ويمكن أن يقرأ عليه آيات الرقية الشرعية، خاصة الفاتحة، وآية الكرسي، والمعوذات.
كتب الله لك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، وحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين.