السؤال
السلام عليكم.
أنا سيدة متزوجة منذ خمس سنوات، وحامل الآن بعد عملية حقن مجهري للمرة الثانية، وفي الأسبوع الخامس، ولم يظهر نبض الجنين، وأنا الآن في مصر، وزوجي في مكة، ويريد أن يأخذني معه، أي أنني سأركب الطائرة، ثم السيارة لمسافة طويلة، وأمي رافضة سفري خوفا على الجنين، وأنا شديدة التعلق بزوجي، ولن أستطيع تحمل البعد عنه حتى موعد الولادة، رغم أنني خائفة على الجنين أيضا.
ذهبت إلى الطبيب، وقمت بعمل السونار، وأكد لي على وجود كيس الحمل، والجنين بداخله، وأن الوضع مستقر -والحمد لله-، لكنه نصحني بعدم السفر، لكيلا أقوم بخدمة نفسي هناك، وما قد يترتب على ذلك من مخاطر علي وعلى الجنين، وأنا الآن في حيرة شديدة من أمري، ولا أعرف ماذا أفعل؟ هل أسافر لأكون مع زوجي، أم أبقى إرضاء لأمي ومصلحة الجنين؟
أفيدوني أفادكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حمزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نبارك لك الحمل, ونسأل الله عز وجل أن يتمه لك على خير.
رغم أنه لم يثبت بأن للسفر, سواء كان بالطائرة أو بالسيارة، تأثيرا سلبيا على الحمل الذي يسير بشكل طبيعي, إلا أننا ننصح من كانت في مثل ظروفك بعدم السفر إطلاقا في هذه الفترة بالذات, لأن هنالك نسبة لحدوث الإجهاض وهي بحدود 15٪ , وهذا حتى في أحسن الظروف وأكثرها مثالية, أي حتى لو بقيت في بلدك ولم تسافري, فهنالك احتمال يقدر 15 ٪، لأن يحدث الإجهاض, وبدون سبب واضح، لكن هذه النسبة ستصبح أقل، وستصل إلى 2-3٪ فقط، وذلك بعد ظهور النبض وإتمام الشهر الرابع -بإذن الله تعالى-, أي أن خطر الإجهاض هو أعلى ما يمكن في الثلاثة أشهر الأولى, والمنطق يقول بأن عليك الأخذ بكل الأسباب والوسائل, حتى لو كانت غير مؤكدة, من أجل المحافظة على هذا الحمل, فقد حدث بعد 5 سنوات, وحدث عن طريق الحقن المجهري بعد ثاني محاولة, وعدم سفرك وأخذك بكل الأسباب المتاحة, يفترض بأنه سيعطيك شعورا نفسيا بالراحة والرضا, لأنك بذلك تكونين قد بذلت كل ما بوسعك للمحافظة على الحمل, وهذا الشعور بحد ذاته سيكون له انعكاسا إيجابيا عليك، وسيبعد عنك الشعور بالذنب وبتأنيب الضمير والندم, في حال حدث مكروه، أو أي شيء غير متوقع للحمل.
إذا -يا ابنتي- أضم صوتي إلى صوت والدتك -الفاضلة-، وأقول لك: بأن الأفضل لك ولحملك هو عدم السفر إلا بعد الشهر الرابع, على الأقل, فهنا سيكون احتمال حدوث الإجهاض قد انخفض كثيرا -بإذن الله تعالى-.
نسأل الله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية.