أعاني من شدة تساقط الشعر وكثرة فراغاته، فما العلاج؟

0 225

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 24 سنة أعاني من تساقط شديد جدا في الشعر، حتى أن رأسي أصبح عبارة عن فراغات به القليل من الشعر، وبعد أربع سنوات من التساقط، وسبب المدة الزمنية الطويلة لبدء العلاج، وعدم اهتمام الطبيبة في بداية الحالة، وبسبب سفري المستمر للدراسة في الخارج، واضطراري لتأجيل الكثير من المواعيد، تبين بعد تحليل الدم أنني أعاني ارتفاعا في هرموني الحليب والذكورة، فنسبة هرمون الحليب 7000، وهرمون الذكورة 2.8، لكنني لا أذكر وحدة القياس -للأسف-.

وصفت لي الطبيبة حبوب مايكروجينون 30 لمدة 6 أشهر، لحين عودتي والتأكد من صور الموجات الفوق صوتية، وهل أعاني من حالة تكيس أم لا؟ وفي حال عدم وجود التكيسات، سيتم تحويلي لأخذ صورة مقطعية للدماغ، للتأكد من سلامة الغدة النخامية، كما أستخدم بوصفة طبية أيضا حبوب بريوين إن وأمبولات فيتشي، لوقف تساقط الشعر، وحث الشعر على النمو مجددا.

1- هل يمكن لشعري أن يستعيد كثافته، وتمتلئ الفراغات بعد هذه المدة الطويلة؟
2- هل يمكن استخدام عدة طرق علاجية مجتمعة، كاستخدام الميزوثيرابي، وإبر الفيتامينات للشعر، وعمل جلسات البلازما، إلى جانب العلاج الدوائي؟
3- هل تنجح عمليات زراعة الشعر في مناطق الشعر الخفيفة خلف الرأس؟
4- هل سيختفي الشعر السميك الذي ظهر في الوجه والصدر، بعد انتهاء فترة علاج اضطرابات الغدد، أو تكيسات المبايض، أم يلزم إزالته بجلسات الليزر؟

أفيدوني بنصحكم، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

دورة حياة الشعر تكون في ثلاث مراحل: مرحلة النمو: Anagen، ومرحلة الكمون: Catagen، ومرحلة السقوط: Teloge، والنسبة الأكبر من الشعر في فروة الرأس تكون في مرحلة النمو, ولذلك لا نشعر بحدوث تساقط الشعر بصورة ملحوظة بشكل يومي, ولكن عند حدوث أي مشكلات صحية تؤثر على نمو بويصلات الشعر بصورة مثالية، فإنها تدخل مبكرا في مرحلة الكمون والتساقط.

ولذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة مثل: اتباع حمية غذائية قاسية, أو الارتفاع الحاد في درجة الحرارة (الحمى)، أو العدوى الجرثومية الشديدة، أو العمليات الجراحية، أو الولادة؛ فإن التساقط يكون ملحوظا بعد حوالي أربعة أشهر من الحدث الذي سببه، أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار, ولفترات طويلة؛ فتوجد أسباب أخرى مثل: الأمراض المزمنة, وأمراض الغدة الدرقية، والحميات الغذائية غير الصحية, ونقص تناول البروتين في الوجبات، ونقص الحديد، أو نقص عدد كرات الدم الحمراء, والأنيميا، وتناول بعض الأدوية، والتوتر والقلق.

أنصح بزيارة طبيب أمراض جلدية لفحص الشعر، وتقييم صحتك العامة، وخلوك من أي مشكلات أو أمراض، تؤدي إلى تساقط الشعر، ولطلب الفحوصات والإجراءات اللازمة، والنوع المذكور سابقا هو: أحد أنواع تساقط الشعر يسمى: (Telogen Effluvium)، وهو النوع الذي يلاحظ به التساقط اليومي للشعر، ويختلف ذلك النوع عن الصلع الوراثي، والذي يوجد به فراغات، ولا يوجد به تساقط كثيف بشكل يومي -كما ذكرت في الاستشارة-, وعلاج النوع الأول: يكون بعلاج أو تجنب الأسباب التي أدت إلى حدوث التساقط, بالإضافة إلى استعمال بعض محفزات نمو الشعر, أو الفيتامينات, والمكملات الغذائية لفترة زمنية محددة؛ للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها، وفي العادة يقف التساقط بعد علاج سبب حدوثه من ثلاثة إلى ستة أشهر؛ لا مانع مع تدارك أسباب التساقط استخدام الأمبولات، والمكمل الغذائي المذكورين سابقا، وهما من الأنواع الجيدة.

ولوجود اضطرابات هرمونية مصاحبة، وإحساسك بضعف الشعر، وأنه خفيف وبه فراغات، فمن الممكن أن يكون هناك صلع وراثي مصاحب، وعادة لا يكون مصحوبا بتساقط ملحوظ في الشعر, وإنما يكون مصحوبا بحدوث فراغات في فروة الرأس, بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن, ويمكن التعرف على ذلك من خلال فحص الشعر إكلينيكيا بواسطة الطبيب، أو باستخدام بعض الأجهزة المساعدة، مثل (Dermoscope)، ويمكنك مراجعة الطبيب؛ للتأكد من التشخيص، وبدء العلاج المناسب مبكرا إذا كان هناك أي مظاهر للصلع الوراثي.

بالنسبة لعلاج الصلع الوراثي، فالعلاج الأمثل هو مستحضر المينوكسيديل، ويجب استعماله بالجرعة السليمة، ولفترات طويلة، وحتى لا تعود الأمور إلى ما كانت عليه سريعا بعد التوقف عن العلاج، يجب استخدامه بالجرعة الكاملة لمدة سنة كاملة، بمعدل 6 بخات مرتين يوميا على فروة الرأس، وهي جافة، والتأكد من تلامس المستحضر من فروة الرأس حتى لا يضيع على الشعر، على أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي، لإعطائك كل المعلومات الوافية عن المستحضر، والمحاذير المتعلقة باستخدامه، والآثار الجانبية، ومتابعة حالتك، وتوجد مركبات ومستحضرات حديثة أخرى، وطرق علاجية جديدة يمكن مناقشتها مع الطبيب المعالج بعد تشخيص الحالة بدقة.

أما بالنسبة لحقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية، فهي من التقنيات الحديثة المستخدمة في علاج الكثير من الأمراض، ومنها تساقط الشعر بأنواعه المختلفة، وفكرته تقوم على حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية بأنسجة الجلد أو فروة الرأس، وتفرز هذه الصفائح عوامل نمو محفزة لنمو الشعر، أو على حسب الغرض، أو المكان الذي سوف تحقن به، وتوجد دراسات وتجارب مشجعة، وفكرة الميثوثرابي تعتمد على حقن فروة الرأس أيضا، ولكن بمواد وعناصر تساعد وتحفز نمو الشعر، ويجب المتابعة مع أطباء النساء والغدد الصماء لمتابعة، وعلاج التكيسات، والاضطرابات الهرمونية المصاحبة، ومن المهم عمل أشعة مقطعية على الدماغ، لتقييم مشكلة ارتفاع هرمون الحليب.

أنت بحاجة للتقييم الجيد بواسطة طبيب أمراض جلدية مشهود له بالكفاءة؛ لاختيار الأنسب لك بعد التأكد، ومعرفة سبب التساقط، وتوجد أنواع متعددة من زراعة الشعر، وإذا كان الشعر خفيفا في مؤخرة الرأس، فقد لا يسمح ذلك بنقل كمية مناسبة من الشعر لزراعته في الجزء الأمامي، ولا أتصور أن زراعة الشعر اختيار مناسب الآن، ويجب استنفاذ الوسائل العلاجية أولا، ثم تقييم المشكلة بعد ذلك، وقد يكون علاج الخلل الهرموني المذكور غير كاف لإخفاء الشعر السميك الزائد، ومن الممكن إزالة الشعر الزائد غير المرغوب فيه بالليزر، مع وجود الخلل الهرموني، ولكن علاج ذلك الخلل سوف يجعل العلاج أكثر إيجابية واستمرارية.

وفقك الله، وحفظك من كل سوء.

مواد ذات صلة

الاستشارات