تأتيني وساوس قهرية غريبة، والأغرب أنني أصدقها!

0 212

السؤال

السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع المفيد جدا.

أنا زهير، عمري (19) سنة، أعاني من الوسواس القهري المصاحب لضعف البصيرة، لأني أصدق وساوسي، وهي غريبة جدا، لدرجة أصبحت تأتيني وساوس حقيقة الحياة، والعديد من الوساوس الفلسفية الغريبة جدا. وقبل ذلك كنت أعاني من الوسواس القهري منذ (4) سنوات، وهي عبارة عن وسواس الموت، ووسواس تغير شكلي، والعديد من الوساوس الحمقاء غير المنطقية، وأفكر فيها كثيرا.

أرجوك ساعدني -يا دكتور- وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زهير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

البصيرة تعريفها -عندنا في الطب النفسي-: أن يعتقد الشخص أن ما يعاني منه ليس بمرض نفسي، وأنه لا يحتاج إلى علاج نفسي.

فإذا أنت لا تعاني من ضعف البصيرة، أنت بصيرتك كاملة، وإلا لما ذكرت ما تعاني منه، ولجأت إلينا؛ طلبا للمشورة.

إنك تود أن تقول أنك قد اجتزت مرحلة الوسواس إلى مرحلة الذهان، أي اختلطت عليك الحقيقة بالواقع، وأيضا أطمئنك بأنك لم تصل إلى هذه المرحلة. أنت تعاني من الوسواس، وطبعا وسواس العقيدة والموت عادة مخيف ومؤلم، ويضايق صاحبه.

دعنا نبدأ من الأول: ماذا نعني بالوسواس؟ الوسواس: هي أفكار تتسلل إلى داخلنا، غصبا عنا، ليس لنا دخل في بدايتها، وتبدأ تتكرر وتتكرر، ونحاول مقاومتها، نعجز، نشعر بالقلق والتوتر، ونحاول أن نفعل أي شيء؛ للتخفيف من التوتر، وهذه هي المرحلة التي تعيشها أنت، تحاول أن تصدقها حتى تبتعد عنك، حتى تتركك وحدك وتهدأ قليلا، ولكن هذا لا يساعد في التخلص منها؛ لأنك قد ترتاح لفترة وجيزة، ولكنها ما تلبث أن ترجع مرة أخرى، لأنها -كما ذكرت- تتسلل.

إذا ما العمل أو ما الحل؟ العمل والحل هو عليك وقف المقاومة، ولكن حاول تغيير مسار تفكيرك إلى اتجاه آخر، عندما تبدأ هذه الأفكار في التكرار والتردد لا تعمل بها، ولا تحاول أن توافقها، ولكن اهتف بصوت داخلي: (قف، قف، قف) ثم حول مسار تفكيرك إلى اتجاه آخر، فكر في أشياء جميلة فعلتها من قبل، في سفرة قمت بها، في رحلة مع أصحابك، في مكان ذهبت إليه مع أسرتك وقضيت فيه وقتا جميلا، تذكر اللحظات السعيدة التي عشتها من قبل، لا بد أنها كثيرة. هنا لا تجد الأفكار الوسواسية مكانا؛ لأنه أصبح الفكر الآن مشغولا.

املأ يومك بالمفيد، املأ فراغك، لا تكن لوحدك، انشغل عن الوساوس ولا تنشغل بها، وإن شاء الله تعالى تتغلب عليها، وتستطيع أن تعيش حياة هانئة ومطمئنة.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات