كيف أتعامل مع زوج لا يحترمني ولا يقدرني ويضربني؟

0 323

السؤال

السلام عليكم

أنا سيدة بعمر 26 سنة، متزوجة منذ سنتين ونصف، وأم لطفلة بعمر سنة وثلاثة أشهر، ومشكلتي أن زوجي يتهاون في صلاته، حيث يصلي أسبوعا، وأسبوعا لا يصلي، إضافة أنه يفشي أسرارنا خارج البيت، ويتلفظ بأبشع الشتائم والسباب، ويضرب، وصوته عال جدا، حتى أن أخاه الذي يجاورنا يسمع صراخه، وقد جرحني كثيرا، وضربني مرة أمام ابنتي، لكنه اعتذر عندما اتصلت بوالدي، وسامحته، لكنه صار يكرر الضرب، لا يحترمني، ولا يقدرني، مما جعل أهله يستهينون بي، ويتطاولون علي، وأيضا يتصف بالبخل، علما أنه طيب، ويحب ابنته.

شكوته إلى أمه -حيث أن والده متوفى منذ خمس سنوات-، لكنها وقفت ضدي، بحجة أن الرجل لا يعيبه شيء، وأن على الزوجة أن تصبر وتتحمل.

كنت في بداية الزواج هادئة، لكن مع تكرار المشاكل أصبحت عصبية، وأبكي وأنهار؛ مما جعل هذا يؤثر على شهيتي، فنقص وزني أكثر من10 كلغ عن الوزن المثالي، كما أصبت بالصداع النصفي، ونصحني الطبيب بالابتعاد عن التوتر والصراخ، وعندما أطلب منه الانفصال، يطلب مني التنازل عن طفلتي.

أنا لا أريد لطفلتي أن تعيش بعيدا عن أبيها، كما أنني لا أريد لها العيش في بيئة كهذه، ويظن أنني ضعيفة، وبلا شخصية، ولا يعرف أن مصلحة ابنتي هي التي تسكتني عن حقي، مما جعلني مكتئبة وحزينة.

أنا -ولله الحمد- محافظة على الصلاة، وأقوم بواجباتي الزوجية، والكل يشهد باهتمامي بهم، أريد منكم النصيحة، وأريد علاجا للعصبية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ وفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، ويصلح الأحوال، وأن يهدي زوجك، ويحقق لك الآمال.

نرجو أن تجتهدي في دعوته للمحافظة على الصلاة؛ فإنها سبب للرزق والهدوء والتوفيق، وكل خلل يحتمل إلا ترك الصلاة التي هي عمود الدين وعماده، والأمر كما قال النبي- صلى الله عليه وسلم-:" العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر"، ولا ننصحك بإشراك والدته بعد أن وجدت منها السلبية والمفاهيم المغلوطة.

نوصيك بتفادي ما يجعله يرفع صوته، ولا تبادليه برفع الصوت، خاصة في حضور الطفلة؛ لأنها تتضرر جدا من ذلك، واحرصي على تسليط الأضواء على ما فيه من إيجابيات، وإن كانت قليلة، ثم اجعليها مدخلا إلى نفسه، ونحن ننتظر من أمثالك أن تؤثر على الزوج، بالصبر وحسن التعامل، وافعلي ذلك إرضاء لله، فالعلاقة الزوجية وحسن المعاشرة من أحكام الدين وواجباته، وإذا شعر كل من الزوجين أن الله هو الحسيب والرقيب، وأن رضا الله غاية، تغيرت الأمور، وخير الأزواج عند الله خيرهم لصاحبه، فلا يحملك تقصيره على التقصير، وتوكلي على الله القدير، وثقي بأن الطلاق قد لا يكون حلا، واعلمي أن بعدك عنه لن يزيده إلا سوءا وبعدا عن الصلا ح والصلاة، واجعلي هدفك هدايته، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يبشرنا بقوله:" لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم"، فكيف إذا كان الرجل هو زوجك، ووالد طفلتك؟! فاصدقي الله فيه، وأخلصي له الدعاء، وغيري طريقة تعاملك.

استمري على ذلك شهرا، ثم تواصلي مع موقعك، وحاولي عدم الاستجابة لاستفزازه، وثقي أنه لا يفرح بالخصام ثم الطلاق سوى عدونا الشيطان، فعاملي عدونا بنقيض قصده، ولا تدخلي أحدا بينك وبين زوجك، وأصلحي ما بينك وبين الله، يصلح لك ما بينك وبين زوجك.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، وازدادي تقربا منه سبحانه، واعلمي أن ما عنده من توفيق وخير لا ينال إلا بطاعته، وعليك بالصبر، فإن العاقبة لأهله، وتوكلي على الله، واستعيني به سبحانه، ونسأل الله أن يوفقك، ويقر عينك بصلاح زوجك.

مواد ذات صلة

الاستشارات