تبت ولكني أعاني من الفتور والإحباط!

0 154

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسبب المعاصي التي فعلتها سابقا -وقد تبت منذ أيام قليلة- أصبت بحالة من الفتور؛ فعندما أريد أن أدرس أو أحفظ أقرأ كلمة أشعر بإحباط كبير، وأفكر بتمني الموت، ولا أدرس شيئا، وقد كان مستواي متميزا، أما الآن فهو سيء جدا في أي منافسة، وحتى الطاعات لا أشعر بمتعتها، فما هذا المرض؟ وما علاجه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ نبيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الكريم-، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يعينك على طاعته ويحقق الآمال.

لقد أسعدتنا هذه الاستشارة التي تدل على نفس لوامة، وضمير حي يشعر بالخلل، ويسعى للعودة والأوبة، ونؤكد لك أن الشعور بالخلل هو أول وأهم خطوات التصحيح بعد توفيق الله -عز وجل-، فأقبل على الله بصدق، وتب إليه، فإنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، ولا شك أن للمعاصي شؤمها وثمارها المرة، والشيطان يستدرج ضحاياه حتى يوقعهم، فإذا سقطوا جلب لهم اليأس من رحمة الرحيم، فافهم مصايد الشيطان ومكائده، وعامل عدونا بنقيض قصده، وجدد التوبة، وكرر الاستغفار كلما حاول التشويش عليك، وأكثر من الحسنات الماحية، وتذكر أن التوبة تجب ما قبلها، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلم أنك تستطيع أن تعود لوضعك الأول، وتستطيع أن تكون أفضل، ورب معصية أورثت ذلا وانكسارا خير من طاعة أورثت كبرا وافتخارا، والله يحب التوابين ويحب المتطهرين، ويفرح بتوبة التائبين، وهو سبحانه لم يسم نفسه توابا إلا ليتوب علينا، ولم يسم نفسه الرحيم إلا ليرحمنا، فعجل بالتوبة، وأكثر من الحسنات؛ فإنهن يذهبن السيئات، ونسأل الله أن يتوب عليك، ويرفعك عنده درجات، وقد أسعدنا تواصلك، ونتشرف بالمتابعة والمساعدة إذا لزم الأمر، ونسأل الله لنا ولك الهداية والثبات والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات