هل فشلت في الزواج ممن أريد بسبب ترددي، أفيدوني.

0 274

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 30 سنة، قبل سبع سنوات تقدم لخطبتي شاب تعرفت عليه بالصدفة، وأبدى رغبته في الزواج مني، وكان وضعه المادي في ذلك الوقت صعبا، وقال: إنه استخار عند رجل دين في المذهب الشيعي، فنصحه بترك الموضوع، لأنه ليس في صالحه، وذهب يعمل خارج المحافظة لتحسين وضعه المادي، وكنا على اتصال بين الحين والآخر.

والآن تقدم لي مرة أخرى، وأنا كنت مترددة في البداية؛ لأنه يريد أن يهاجر إلى الولايات المتحدة، وأنا خائفة ولا أرغب في الهجرة معه، ولكن لم أرفضه، لأنني معجبة به، ثم بعد ذلك وافقت، ووافق أهلي، ولظروف معينة تأجلت الخطبة، ثم تمت الخطبة بعد مدة، ومن مراسيم الخطبة شراء الذهب، وأنا أجلت موعد الشراء، فأنهى الخطبة بيننا برسالة بعثها عبر الهاتف، وتألمت من ذلك.

وبعد شهرين عاد لنكمل الخطبة مرة أخرى، ولكن بعد محرم وصفر، وأثناء ذلك أخبرني أنه مصر على الهجرة، ووضح أنه لا يهتم برأيي في المسألة، ثم اتصل بأهلي وأنهى الخطبة، وعلمت بعد ذلك أنه تزوج وهاجر، وأصبح أبا.

وأنا الآن نادمة أنني ترددت، ولم أخبره برغبتي في السفر معه، وأتساءل هل الله أبعده عني لترددي؟ ولأنني لم أعرف كيف أتصرف؟

خاصة أنه حقق ما يريد، ويعيش بخير، وأنا لم أتقدم في حياتي، وما زلت كما أنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فردا على استشارتك أقول:
1- الزواج رزق مقسوم، وكل إنسان سيأخذ رزقه وفق قضاء الله وقدره، قال تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر) وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء).

وقال: (كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس) وقال: (لما خلق الله القلم قال له: اكتب، قال: وما أكتب؟ قال: ما هو كائن إلى يوم القيامة).

2- احرصي كل الحرص أن يكون شريك حياتك صاحب خلق ودين وسائر على سنة سيد المرسلين، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) فالخلق والدين هما صمام أمان الحياة الزوجية السعيدة، وصاحب الدين والخلق إن أحب المرأة أكرمها، وإن كرهها سرحها بإحسان، ولا خير في زوج ليس صاحب دين وأخلاق.

3- من كان من نصيبك فسيكون، ومن ليس من نصيبك فلن تستطيعي الحصول عليه، وإن وقفت الدنيا كلها في صفك.

4- قد يصرف الله عنك شرا وأنت تظنين أن فيه الخير، وقد تحبين الشيء وفيه شر مستطير، قال تعالى: (وعسىٰ أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ۖ وعسىٰ أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ۗ والله يعلم وأنتم لا تعلمون) فلا تلومي نفسك على أمر ليس لك يد فيه.

5- نصيبك سيأتي إليك في الوقت الذي قدره الله لك، وما عليك إلا الانتظار والدعاء أن يرزقك الله الزوج الصالح، فالإسلام يريدك أن تكوني عزيزة مطلوبة لا طالبة ذليلة، فأنت لم تضيعي نصيبك، بل هو ليس من نصيبك.

6- تقربي إلى ربك بكثرة الطاعات من صلاة وصوم وتلاوة للقرآن، وحافظي على أذكار اليوم والليلة، وتضرعي إلى ربك وأنت ساجدة، وفي أوقات الإجابة أن يرزقك الله الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة، فالله تعالى أمرنا بالدعاء ووعد بالإجابة، قال تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ۚ إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين).

أسأل الله تعالى أن يكتب لك الخير حيث كان، وأن يسعدك في الدنيا والأخرى، آمين.

مواد ذات صلة

الاستشارات