السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة مخطوبة، قرأت كثيرا أن الرجل يحب امرأة واحدة ويتزوجها، لكنه لا يغض بصره عن بقية النساء، فهو ينظر إليهن إما مقارنة بينهن، أو فضولا، أو لغريزة أخرى.
حتى وإن كان الرجل متدينا، ويغض بصره، فإنه في أعماقه تسيطر عليه هذه الرغبة، وقرأت أيضا أن الرجل لا إراديا تلفت انتباهه النساء، ويختلس النظرات إليهن دون أن تنتبه زوجته.
إن كانت هذه غريزة كل الرجال حقا، فيصعب علي التأقلم مع هذا الوضع، ولا أقتنع بقول العامة للمرأة: إن كان زوجك ينظر لغيرك افعلي ما يعيده لك، خاصة إذا كانت هذه المرأة تجدد نفسها باستمرار، وأعتبر ذلك خيانة، وسأفسخ الخطبة، ولن أتزوج أبدا، فهل هذه المعلومة صحيحة أم لا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريتاج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، ويصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير، ويحقق الآمال، وأن يرزقك بزوج يراقب الكبير المتعال.
التعميم مرفوض، وفي الرجال من يكتفي بالحلال، ويغض بصره طاعة لصاحب العظمة والإجلال، فتزيني لزوجك، وكوني عروسا متجددة، وساعدي زوجك على العفاف، واعلمي أن زوجك اختارك وأنت الأجمل في عينه، فلا يقع عينه منك على قبيح، ولا يشمن منك إلا أطيب الريح.
أرجو أن لا يكون ما تفكرين فيه، وما عرفتيه عن بعض الرجال، سبب لرفض الزواج، واحرصي على الزواج من صاحب الدين والأخلاق، لأن دينه يمنعه من النظر إلى النساء، وأحسني وداعه والسؤال عنه واستقباله، وشاركيه في كل أموره، وابتسمي في وجهه، وتفنني في إظهار مفاتنك، وعامليه بتقدير واحترام ومودة، ليغمرك بالحب والأمان، وأحسني الظن به، ولا تطارديه بالوساوس والشكوك.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلمي أن قلوب النساء والرجال بين أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها كيفما شاء، وتذكري أن ما عند الله من توفيق وخير لا ينال إلا بطاعته، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، وأن يرزقك برجل صالح يصدق معك ويكرمك.